responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 146

تساقيهم على رصف و ظرّ

كدابغة و قد حلم الأديم [1]

/ رصف و ظرّ: ماءان، و مربع و ضيم: موضعان.

فلم نتركهم قصدا و لكن‌

فرقت من المصالت كالنّجوم [2]

رأيتهم فوارس غير عزل‌

إذا شرق المقاتل بالكلوم [3]

فأجابه سارية، فقال:

لعلك يا أبحّ حسبت أنّي‌

قتلت الأسود الحسن الكريما

أخذتم عقله و تركتموه‌

يسوق الظّمي وسط بني تميما [4]

عيّرهم بأخذ دية الأسود بن مرة أخيهم، و أنهم لم يدركوا بثأره، و بنو تميم من هذيل.

قالوا: و أما جنادة و سفيان فماتا، و قتل عمرو، و لم يسمّ قاتله. قالوا: و أمهم جميعا لبنى إلا سفيان بن مرة، فإن أمه أم عمرو القرديّة، و كان أيسر القوم و أكثرهم مالا.

و قال أبو عمرو: و غزا أبو خراش فهما [5]، فأصاب منهم عجوزا، و أتى بها منزل قومه، فدفعها إلى شيخ منهم، و قال: احتفظ بها حتى آتيك، و انطلق لحاجته، فأدخلته بيتا صغيرا، و أغلقت عليه، و انطلقت، فجاء أبو خراش، و قد ذهبت، فقال:

سدّت عليه دولجا يمّمت‌

بني فالج بالليث أهل الخزائم [6]

/ الدولج: بيت صغير يكون للبهم، و الليث: ماء لهم، و الخزائم البقر واحدتها خزومة.

و قالت له: دنّخ مكانك إنني‌

سألقاك إن وافيت أهل المواسم‌

يقال: دنّخ الرجل و دمّخ إذا أكبّ على وجهه و يديه.

و قال أبو عمرو: دخلت أميمة امرأة عروة بن مرة على أبي خراش و هو يلاعب ابنه فقالت له: يا أبا خراش تناسيت عروة، و تركت الطلب بثأرة، و لهوت مع ابنك، أما و اللّه لو كنت المقتول ما غفل عنك، و لطلب قاتلك حتى يقتله، فبكى أبو خراش، و أنشأ يقول:

لعمري لقد راعت أميمة طلعتي‌

و إنّ ثوائي عندها لقليل [7]


[1] المراد بالمساقاة، المسالمة و المصافاة، الأديم: الجلد، و حلم: أصابته الحلمة، و هي دودة تأكله، فإذا دبغ و هى موضع الأكل، و المراد أنك تصافيهم و تساقيهم على غش خشية بأسهم و البيت في «اللسان» (رصف).

[2] فرقت: خفت، المصالت: الشجعان.

[3] عزل: جمع أعزل، الكلوم: الجراح، يريد أنك خشيت بأسهم، لأنهم يجيدون استعمال السلاح في الحروب التي يشرق فيها المحارب بالدم.

[4] عقله: ديته، الظمي: جمع ظمياء، و هي الناقة القليلة لحم الفخذين، كناية عن الهزال، يقول له على سبيل التهكم: لست أنا قاتل أخيك الأسود ذي الحسب و النسب، و لكن ابحث عن قاتله في بني تميم الذين تركتم لهم دمه، و اكتفيتم منهم بديته من الإبل العجاف.

[5] في ف «تميما» بدل «فهما».

[6] ضمير عليه يعود على الرجل الذي استودع العجوز، و فاعل سدت ضمير العجوز.

[7] طلعتى فاعل راعت، و أميمة مفعول، و جملة المصراع الثاني حالية، يقول: ظنت أنني نائم عن ثأر أخي، و لم تعلم أنني أضمر ذلك، و لن يطول مقامي معها.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست