عيّرهم بأخذ دية الأسود بن
مرة أخيهم، و أنهم لم يدركوا بثأره، و بنو تميم من هذيل.
قالوا: و أما جنادة و
سفيان فماتا، و قتل عمرو، و لم يسمّ قاتله. قالوا: و أمهم جميعا لبنى إلا سفيان بن
مرة، فإن أمه أم عمرو القرديّة، و كان أيسر القوم و أكثرهم مالا.
و قال أبو عمرو: و غزا أبو
خراش فهما [5]، فأصاب منهم عجوزا، و أتى بها منزل قومه، فدفعها إلى شيخ منهم، و
قال: احتفظ بها حتى آتيك، و انطلق لحاجته، فأدخلته بيتا صغيرا، و أغلقت عليه، و
انطلقت، فجاء أبو خراش، و قد ذهبت، فقال:
/ الدولج: بيت صغير يكون للبهم، و الليث: ماء لهم، و
الخزائم البقر واحدتها خزومة.
و قالت له: دنّخ
مكانك إنني
سألقاك إن وافيت أهل المواسم
يقال: دنّخ الرجل و دمّخ
إذا أكبّ على وجهه و يديه.
و قال أبو عمرو: دخلت
أميمة امرأة عروة بن مرة على أبي خراش و هو يلاعب ابنه فقالت له: يا أبا خراش تناسيت
عروة، و تركت الطلب بثأرة، و لهوت مع ابنك، أما و اللّه لو كنت المقتول ما غفل
عنك، و لطلب قاتلك حتى يقتله، فبكى أبو خراش، و أنشأ يقول:
[1]
المراد بالمساقاة، المسالمة و
المصافاة، الأديم: الجلد، و حلم: أصابته الحلمة، و هي دودة تأكله، فإذا دبغ و هى
موضع الأكل، و المراد أنك تصافيهم و تساقيهم على غش خشية بأسهم و البيت في «اللسان» (رصف).
[3]
عزل: جمع أعزل، الكلوم: الجراح، يريد
أنك خشيت بأسهم، لأنهم يجيدون استعمال السلاح في الحروب التي يشرق فيها المحارب
بالدم.
[4]
عقله: ديته، الظمي: جمع ظمياء، و هي
الناقة القليلة لحم الفخذين، كناية عن الهزال، يقول له على سبيل التهكم: لست أنا
قاتل أخيك الأسود ذي الحسب و النسب، و لكن ابحث عن قاتله في بني تميم الذين تركتم
لهم دمه، و اكتفيتم منهم بديته من الإبل العجاف.