responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 145

مصمّما على عروة، و هو لا يعلم بموضع أبي خراش، فوثب عليه أبو خراش، فضربه على حبل عاتقه حتى بلغت الضّربة سحره [1]، و انهزمت ثمالة، و نجا أبو خراش و عروة. و قال أبو خراش يرثي أخاه و من قتلته ثمالة و كنانة من أهله، و كان الأصمعيّ يفضّلها:

فقدت بني لبنى فلما فقدتهم‌

صبرت فلم أقطع عليهم أباجلي [2]

الأبجل: عرق في الرّجل.

رماح من الخطّيّ زرق نصالها

حداد أعاليها شداد الأسافل‌

فلهفي على عمرو بن مرّة لهفة

و لهفي على ميت بقوسى المعاقل [3]

حسان الوجوه طيّب حجزاتهم‌

كريم نثاهم غير لفّ معازل [4]

/ قتلت قتيلا لا يحالف غدرة

و لا سبّة لا زلت أسفل سافل [5]

و قد أمنوني و اطمأنّت نفوسهم‌

و لم يعلموا كلّ الذي هو داخلي‌

فمن كان يرجو الصلح منيّ فإنه‌

كأحمر عاد أو كليب بن وائل [6]

أصيبت هذيل بابن لبنى و جدّعت‌

أنوفهم باللّوذعيّ الحلاحل [7]

رأيت بني العلّات لما تضافروا

يحوزون سهمي دونهم بالشّمائل [8]

أخبار أخوته‌

: قالوا: و أما أبو الأسود فقتلته فهم بياتا تحت الليل، و أما الأبحّ فكان شاعرا، فأمسى بدار بعرعر من ضيم، فذكر لسارية بن زنيم العبديّ أحد بني عبد بن عديّ بن الدّيل، فخرج بقوم من عشيرته يريده و من معه، فوجدوهم قد ظعنوا. و كان بين بني عبد بن عدي بن الدّيل و بينهم حرب، فقال الأبحّ في ذلك:

لعمرك ساري بن أبي زنيم‌

لأنت بعرعر الثأر المنيم [9]

تركت بني معاوية بن صخر

و أنت بمربع و هم بضيم [10]


[1] السحر: ما اتصل بالحلقوم من رئة و غيرها.

[2] بني لبنى، يريد إخوته لأن اسم أمهم جميعا لبنى ما عدا سفيان.

[3] يعني بقتيل قوسى أخاه عروة، كما مر.

[4] حجزا جمع حجزة- بضم الحاء- و هي موضع التكة من السراويل، و ذلك كناية عن العفاف، و النثا: الحديث، لف: جمع ألف، و هو الثقيل البطي‌ء، أو ألفه العيي، المعازل: المجردون من السلاح.

[5] قتلت قتيلا: الخطاب لقاتل أحد إخوته، و قوله:

«لا زلت أسفل سافل»

دعاء عليه.

[6] يكنى بقوله:

«كأحمر عاد أو كليب بن وائل»

عن استبعاد الصلح و استحالة السلام.

[7] اللوذعي: الخفيف الذكي، الحلاحل: السيد الشجاع، و جدعت أنوفهم كناية عن ذلهم و استكانتهم بعد موته.

[8] بنو العلات: من أبوهم واحد و أمهاتهم مختلفة، و لعله يقصد بهم القبائل التي تضافرت عليه، و قتلت إخوته، يقول: إنهم حين تألبوا عليه لم تؤثر سهامه فيهم، بل تلقوها بأيديهم. الشمائل: كناية عن عدم الإصابة.

[9] ساري: ترخيم سارية، عرعر: مكان، و قوله «الثأر المنيم» يريد الثأر الذي إذا أدركه أهله ناموا و استراحوا، و في ف‌

«لأنت بعرعر الثاوي المقيم»

و يبدو من السياق أن بني معاوية المشار إليهم في البيت التالي كانوا وتروا سارية، فخشيهم، و نام عن طلب الثأر.

[10] في هد «معاوية بن بكر» بدل «معاوية بن صخر»، و مربع، و ضيم: مكانان متقاربان، يقول: تركتهم دون أن تثأر منهم، و هم عن كثب منك.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست