responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 98

/ ولّى المنصور زياد بن عبد اللّه الحارثيّ مكة و المدينة، قال أشعب: فلقيته بالجحفة [1] فسلّمت عليه، قال:

فحضر الغداء، و أهدي إليه جدّي فطبخه مضيرة، و حشيت القبة [2] قال: فأكلت أكلا أتملّح به، و أنا أعرف صاحبي، ثم أتي بالقبّة، فشققتها، فصاح الطبّاخ: إنا للّه! شقّ القبة، قال: فانقطعت، فلما فرغت قال: يا أشعب! هذا رمضان قد حضر، و لا بدّ أن تصلي بأهل السجن، قلت: و اللّه ما أحفظ من كتاب اللّه إلا ما أقيم به صلاتي، قال: لا بدّ منه، قال: قلت: أ و لا آكل جديا مضيرة؟ قال: و ما أصنع به و هو في بطنك؟ قال: قلت: الطّريق بعيد أريد أن أرجع إلى المدينة، قال: يا غلام، هات ريشة ذنب ديك- قال أشعب: و الجحفة أطول بلاد اللّه ريشة ذنب ديك- قال:

فأدخلت في حلقي فتقيّأت ما أكلت، ثم قال لي: ما رأيك؟ قال: قلت: لا أقيم ببلدة يصاح فيها: شقّ القبة، قال:

لك وظيفة على السلطان و أكره أن أكسرها عليك، فقل و لا تشطط قال: قلت: نصف درهم كراء حمار يبلّغني المدينة، قال: أنصفت و أعطانيه.

من طرائف أشعب‌

أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: أخبرني أبو مسلم، عن المدائنيّ، قال:

أتي أشعب بفالوذجة عند بعض الولادة، فأكل منها، فقيل له: كيف تراها يا أشعب؟ قال: امرأته طالق إن لم تكن عملت قبل أن يوحي اللّه عز و جل إلى النحل.

أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: حدّثنا عبد اللّه بن شعيب الزّبيريّ [3]، عن عمّه. قال أبو بكر: و حدّثني ابن أبي سعد، قال: حدّثني عبد اللّه بن شعيب [3] و هو أتمّ من هذا و أكثر كلاما، قال:

/ جاء/ أشعب إلى أبي بكر بن يحيى من آل الزبير، فشكا إليه، فأمر له بصاع من تمر، و كانت حال أشعب رثّة، فقال له أبو بكر بن يحيى: ويحك يا أشعب! أنت في سنّك و شهرتك تجي‌ء في هذه الحال فتضع نفسك فتعطي مثل هذا؟ اذهب فادخل الحمام فاخضب لحيتك، قال أشعب: ففعلت، ثم جئته فألبسني ثياب صوف له و قال: اذهب الآن فاطلب، قال: فذهبت إلى هشام بن الوليد صاحب البغلة من آل أبي ربيعة، و كان رجلا شريفا موسرا، فشكا إليه فأمر له بعشرين دينارا، فقبضها أشعب و خرج إلى المسجد، و طفق كلما جلس في حلقة يقول:

أبو بكر بن يحيى، جزاه اللّه عني خيرا، أعرف الناس بمسألة، فعل بي و فعل، فيقص قصته، فبلغ ذلك أبا بكر فقال: يا عدوّ نفسه! فضحتني في الناس، أ فكان هذا جزائي!.

أخبرنا أحمد، قال: قال: حدّثني محمد بن القاسم، قال: أخبرني محمد بن الحسين بن عبد الحميد، قال:

حدّثني شيخ أنه نظر إلى أشعب بموضع يقال له الفرع [4] يبكي و قد خضب بالحناء، فقالوا: يا شيخ ما يبكيك؟ قال: لغربة هذا الجناح، و كان على دار واحدة ليس بالفرع غيره.

أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: أخبرني محمد بن الحسين، قال: حدّثني أبي، قال:


[1] الجحفة: قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل. و في ب «بالمحفة» تحريف.

[2] القبة: هنة ذات أطباق متصلة بالكرش.

[3] ف «عبد اللّه بن مصعب الزبيري».

[4] الفرع: قرية من نواحي الربذة بينها و بين المدينة ثمانية برد على طريق مكة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست