responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 45

لما هجا ابن قنبر مسلم بن الوليد أمسك عنه مسلم بعد أن أشلى [1] عليه لسانه قال: فجاءه عمّ له فقال له:

يا هذا الرجل، إنك عند الناس فوق ابن قنبر في عمود الشعر، و قد بعث [2] عليك لسانه ثم أمسكت عنه، فإما أن قارعته أو سالمته. فقال له مسلم: إن لنا شيخا و له مسجد يتهجّد فيه، و له بين ذلك دعوات يدعو بهنّ، و نحن نسأله أن يجعله من بعض دعواته، فإنا نكفاه، فأطرق الرجل ساعة ثم قال:

غلب ابن قنبر و اللئيم مغلّب‌

لما اتّقيت هجاءه بدعاء

ما زال يقذف بالهجاء و لذعه‌

حتى اتّقوه بدعوة الآباء!

قال: فقال له مسلم: و اللّه ما كان ابن قنبر يبلغ مني هذا كلّه، فأمسك لسانك عني، و تعرّف خبره بعد هذا.

قال: فبعث- و اللّه- عليه من لسان مسلم ما أسكته. هكذا جاء في الأخبار.

و قد حدّثني بخبر مناقضته ابن قنبر جماعة ذكروا قصائدهما جميعا، فوجدت في الشعر الفضل لابن قنبر عليه، لأن له عدة قصائد لا نقائض لها، يذكر فيها تعريده [3] عن الجواب، و قصائد يذكر فيها أنّ مسلما فخر على قريش و على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و رماه بأشياء تبيح دمه، فكفّ مسلم عن مناقضته خوفا منها، و جحد أشياء كان قالها فيه.

فمن أخبرني بذلك هاشم بن محمد الخزاعيّ، قال:

حدّثني عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد قال: حدّثني محمد بن عبد اللّه بن الوليد مولى الأنصار، و كان عالما بشعر مسلم بن الوليد و أخباره، قال:

سبب المهاجاة بينه و بين ابن قنبر

كان سبب المهاجاة بين مسلم بن الوليد و الحكم بن قنبر أنّ الطّرمّاح بن حكيم قد كان هجا بني تميم بقصيدته الّتي يقول فيها:

لا عزّ نصر امرئ أضحى له فرس‌

على تميم يريد النصر من أحد

إذا دعا بشعار الأزد نفّرهم‌

كما ينفّر صوت الليث بالنّقد

لو حان ورد تميم ثم قيل لهم:

حوض الرسول عليه الأزد، لم ترد

أو أنزل اللّه وحيا أن يعذّبها

إن لم تعد لقتال الأزد، لم تعد

و هي قصيدة طويلة، و كان الفرزدق أجاب الطّرماح عنها، ثم إن ابن قنبر المازنيّ قال بعد خبر طويل يرد على الطّرمّاح:

يا عاويا هاج ليثا بالعواء له‌

شئن البراثن ورد اللون ذا لبد [4]

أيّ الموارد هابت جمّ غمرته‌

بنو تميم على حال فلم ترد

أ لم ترد يوم قندابيل معلمة

بالخيل تضبر نحو الأزد كالأسد [5]


[1] أشلى لسانه: أطلقه.

[2] في مي «بعثت».

[3] تعريده: هربه.

[4] في مي «ذا اللبد».

[5] قندابيل: مدينة بالسند. و في ف «قتل أبيك» بدل «قندابيل» و ضبرت الفرس: جمعت قوائمها و وثبت.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست