responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 126

سأكذب من قد كان يزعم أنّني‌

إذا قلت شعرا [1] لا أجيد القوافيا

فسمّي عويف القوافي.

قصته مع عبد الملك بن مروان‌

أخبرنا محمد بن خلف وكيع، قال: حدّثني أحمد [2] بن إسحاق، عن أبيه، قال: حدّثني عزيز بن طلحة بن عبد اللّه بن عثمان بن الأرقم المخزوميّ، قال: حدّثني غير واحد من مشيخة قريش، قالوا:

لم يكن رجل من ولاة أولاد عبد الملك بن مروان كان أنفس على قومه، و لا أحسد/ لهم من الوليد بن عبد الملك. فأذن يوما للنّاس فدخلوا عليه؛ و أذن للشّعراء، فكان أوّل من بدر بين يديه عويف القوافي الفزاريّ، فاستأذنه في الإنشاد فقال: ما بقّيت لي بعد ما قلت لأخي بني زهرة! قال: و ما قلت له مع ما قلت لأمير المؤمنين؟

قال: أ لست الّذي تقول:

يا طلح أنت أخو النّدى و حليفه‌

إنّ النّدى من بعد طلحة ماتا

إنّ الفعال إليك أطلق رحله‌

فبحيث بتّ من المنازل باتا

أ و لست الّذي تقول:

إذا ما جاء يومك يا بن عوف‌

فلا مطرت على الأرض السّماء

و لا سار البشير [3] بغنم جيش‌

و لا حملت على الطّهر النّساء

تساقى الناس بعدك يا بن عوف‌

ذريع الموت ليس له شفاء

أ لم تقم علينا السّاعة يوم قامت عليه؟ لا و اللّه لا أسمع منك شيئا، و لا أنفعك بنافعة أبدا، أخرجوه عنّي.

قصته مع طلحة أخي بني زهرة

فلما أخرج قال له القرشيّون و الشاميّون: و ما الّذي أعطاك طلحة حين استخرج هذا منك؟ قال: أما و اللّه لقد أعطاني غيره أكثر من عطيّته، و لكن لا و اللّه ما أعطاني أحد قطّ أحلى في قلبي و لا أبقى شكرا و لا أجدر ألّا أنساها ما عرفت الصّلات من عطيّته، قالوا: و ما أعطاك؟ قال: قدمت المدينة و معي بضيعة [4] لي لا تبلغ عشرة دنانير، أريد أن أبتاع قعودا من قعدان الصّدقة، فإذا برجل في صحن السّوق على طنفسة [5] قد طرحت له، و إذا النّاس حوله، و إذا بين يديه إبل معلوفة [6] له، فظننت/ أنه عامل السّوق، فسلّمت عليه، فأثبتني و جهلته، فقلت: أي رحمك اللّه، هل أنت معيني ببصرك على قعود من هذه القعدان تبتاعه لي؟ فقال: نعم، أو معك ثمنه؟ فقلت: نعم، فأهوى بيده إليّ فأعطيته بضيعتي، فرفع طنفسته و ألقاها تحتها، و مكث طويلا، ثم قمت إليه فقلت: أي رحمك اللّه، انظر في حاجتي فقال: ما منعني منك إلا النّسيان، أ معك حبل؟ قلت: نعم، قال: هكذا أفرجوا، فأفرجوا عنه حتى استقبل‌


[1] ف:

«إذا قلت قولا»

. [2] ف «حماد بن إسحاق».

[3] ف، التجريد، مد «العزيز».

[4] بضيعة: تصغير بضاعة، و هي مقدار من المال، يعد للتجارة.

[5] الطنفسة: البساط.

[6] مي، المختار «معقولة».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست