responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 78

 

ل إسحاق: حضرت بدار الخليفة، و حضر عليّ بن هشام، فقال لي: أ تهجو أخي و تذكره بما لغني من القبيح؟ فقلت: أو يتعرّض أخوك لي و يتوعّدني! فو اللّه ما أبالي بما يكون منه؛ لأني أعلم أنه لا يقدر لي على ضرّ، و النفع فلا أريده منه، و أنا شاعر مغنّ، و اللّه لأهجونّه بما أفرى به جلده، و أهتك مروءته، ثم لأغنينّ في أقبح ما أقوله فيه غناء تسري به الرّكبان. فقال لي: أو تهب لي عرضه، و أصلح بينكما؟ فقلت: ذاك إليك. و إن فعلته فلك لا له. ففعل ذلك، و فعلته به.

ابن عائشة يهجو مصعبا و صباحا

أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش، قال: حدثني محمد بن يزيد النحويّ، قال:

كان صباح بن خاقان المنقريّ نديما لمصعب الزّبيري، فقال عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن بن عائشة- و كان خليعا من أهل البصرة-:

من يكن إبطه كآباط ذا الخل

ق فإبطاي في عداد الفقاح [2]

لي إبطان يرميان جليسي‌

بشبيه السّلاح بل بالسّلاح‌

فكأنّي من نتن هذا و هذا

جالس بين مصعب و صباح‌

ينشد الفضل بن الربيع‌

أخبرني عليّ بن يحيى المنجم، قال: حدثني أبي، قال: حدثني إسحاق،/ قال: دخلت على الفضل بن الربيع يوما، فقال: ما عندك؟ قلت: بيتان أرجو أن يكونا فيما يستطرف، و أنشدته:

سنغضي عن المكروه من كلّ ظالم‌

و نصبر حتى يصنع اللّه بالفضل‌

فتنتصر الأحرار ممّن يصيمها

و تدرك أقصى ما تطالب من ذحل [3]

قال: فدمعت عينه، و قال: من آذاك لعنه اللّه؟ فقلت: بنو هاشم، و أخبرته الخبر.


[1] في الأصل: قال.

[2] الفقحة: الدبر، و الجمع فقاح.

[3] الذحل: الثأر.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست