responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 53

5ذكر بذل و أخبارها

من مولدات المدينة و لها كتاب أغان‌

كانت بذل صفراء مولّدة من مولّدات المدينة، و ربّيت بالبصرة، و هي إحدى المحسنات المتقدّمات، الموصوفات بكثرة الرّواية، يقال: إنها كانت تغنّي ثلاثين ألف صوت. و لها كتاب في الأغاني منسوب الأصوات غير مجنّس، يشتمل على اثني عشر ألف صوت، يقال: إنها عملته لعليّ بن هشام. و كانت حلوة الوجه ظريفة، ضاربة متقدّمة، و ابتاعها جعفر بن موسى الهادي، فأخذها منه محمد الأمين، و أعطاه مالا جزيلا، فولدهما جميعا يدّعون ولاءها. فأخذت بذل عن أبي سعيد مولى فائد و دحمان و فليح و ابن جامع و إبراهيم، و طبقتهم.

أروى خلق اللّه للغناء

و قرأت على جحظة، عن أبي حشيشة في كتابه الذي جمعه من أخباره و ما شاهده،/ قال:

كانت بذل من أحسن الناس غناء في دهرها، و كانت أستاذة كلّ محسن و محسنة، و كانت صفراء مدنية، و كانت أروى خلق اللّه تعالى للغناء، و لم يكن لها معرفة.

احتيال الأمين في أخذها

و كانت لجعفر بن موسى الهادي، فوصفت لمحمد بن زبيدة، فبعث إلى جعفر يسأله أن يريه إيّاها، فأبى، فزاره محمد إلى منزله، فسمع شيئا لم يسمع مثله، فقال لجعفر: يا أخي، بعني هذه الجارية. فقال: يا سيّدي، مثلي لا يبيع جارية، قال: فهبها لي، قال: هي مدبّرة [1]. فاحتال عليه محمد حتى أسكره، و أمر ببذل فحملت معه إلى الحرّاقة، و انصرف بها.

/ فلما انتبه سأل عنها فأخبر بخبرها، فسكت، فبعث إليه محمد من الغد، فجاءه و بذل جالسة فلم يقل شيئا.

فلما أراد جعفر أن ينصرف قال: أوقروا حرّاقة ابن عمّي دراهم، فأوقرت.

قال: فحدثني عبد اللّه بن الحنينى- و كان أبوه على بيت مال جعفر بن موسى- أنّ مبلغ ذلك المال كان عشرين ألف ألف درهم.

قال: و بقيت بذل في دار محمد إلى أن قتل، ثم خرجت، فكان ولد جعفر و ولد محمد يدّعون ولاءها. فلما ماتت ورثها ولد عبد اللّه بن محمّد بن زبيدة.


[1] المدبرة: المعتقة بعد الموت. و في هامش أ «المدبر من الرقيق: الذي يقول له سيده بعد الموت: أنت حر بعد دبر مني»، أي بعد وفاتي.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست