قال: و نشأت سحابة و قد
خلّيا عن بعيريهما، فخرج أربد يريد البعيرين، حتى إذا كان عند تلك البرقة غشيته
صاعقة فمات.
و قد لبيد على أبي براء
فأخبره خبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أمره، قال: فما فعل فيما
استشفيته؟ قال: تاللّه ما رأيت منه شيئا كان أضعف عندي من ذلك، و أخبره بالخبر.
قال: فأين هي؟ قال: ها هي ذه معي. قال: هاتها، فأخرجها له فدافها، ثم شربها فبرأ.
رواية أخرى في وفوده على
الرسول
قال ابن دأب: فحدّثني
حنظلة بن قطرب بن إياد، أحد بني أبي بكر بن كلاب، قال:
لما أصاب عامر بن الطفيل
ما أصابه، بعث بنو عامر لبيدا، و قالوا له: اقدم لنا على هذا الرجل فاعلم لنا
علمه. فقدم عليه، فأسلم، و أصابه و جمع هناك شديد من حمى، فرجع إلى قومه بفضل تلك
الحمّى، و جاءهم بذكر البعث و الجنة و النار، فقال سراقة بن عوف بن الأحوص:
حدثني أبي، عن جدّي مولة
بن كثيف، أنّ عامر بن الطفيل أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فوسّده و سادة،
ثم قال: أسلم يا عامر. قال: على أنّ لي الوبر و لك المدر، فأبى رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و سلم، فقام عامر مغضبا فولّى، و قال: لأملأنّها عليك خيلا جردا، و
رجالا مردا، و لأربطنّ بكل نخلة فرسا. فسألته عائشة: من هذا؟ فقال: هذا عامر بن
الطفيل، و الذي نفسي بيده لو أسلم فأسلمت بنو عامر معه لزاحموا قريشا على منابرهم.
قال: ثم دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و قال: يا قوم، إذا دعوت فأمّنوا،
فقال: اللهم اهد بني عامر، و اشغل عنّي عامر بن الطفيل بما شئت، و كيف شئت، و أنّى
شئت.
موت عامر بن الطفيل
فخرج فأخذته غدّة مثل غدّة
البكر، فجعل يثب و ينزو في السماء و يقول: يا موت ابرز لي، و يقول: غدّة مثل غدّة
البكر، و موت في بيت سلوليّة؟! و مات.
[1]
اللبد: ما يجعل على ظهر الفرس. و
القزع: بقايا الشعر.
[2]
القارظان: رجلان خرجا في طلب القرظ،
يجنيانه، فلم يرجعا، فضرب بهما المثل في انقطاع الغيبة.