responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 43

قال: و نشأت سحابة و قد خلّيا عن بعيريهما، فخرج أربد يريد البعيرين، حتى إذا كان عند تلك البرقة غشيته صاعقة فمات.

و قد لبيد على أبي براء فأخبره خبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أمره، قال: فما فعل فيما استشفيته؟ قال: تاللّه ما رأيت منه شيئا كان أضعف عندي من ذلك، و أخبره بالخبر. قال: فأين هي؟ قال: ها هي ذه معي. قال: هاتها، فأخرجها له فدافها، ثم شربها فبرأ.

رواية أخرى في وفوده على الرسول‌

قال ابن دأب: فحدّثني حنظلة بن قطرب بن إياد، أحد بني أبي بكر بن كلاب، قال:

لما أصاب عامر بن الطفيل ما أصابه، بعث بنو عامر لبيدا، و قالوا له: اقدم لنا على هذا الرجل فاعلم لنا علمه. فقدم عليه، فأسلم، و أصابه و جمع هناك شديد من حمى، فرجع إلى قومه بفضل تلك الحمّى، و جاءهم بذكر البعث و الجنة و النار، فقال سراقة بن عوف بن الأحوص:

لعمر لبيد إنه لابن أمّه‌

و لكن أبوه مسّه قدم العهد

دفعناك في أرض الحجاز كأنما

دفعناك فحلا فوقه قزع اللّبد [1]

فعالجت حمّاه و داء ضلوعه‌

و ترنيق عيش مسّه طرف الجهد

و جئت بدين الصابئين تشوبه‌

بألواح نجد بعد عهدك من عهد!

و إنّ لنا دارا- زعمت- و مرجعا

و ثمّ إياب القارظين و ذي البرد

/ قال: فكان عمر يقول: و ايم اللّه، إياب القارظين [2] و ذي البرد.

وفود عامر بن الطفيل على رسول اللّه‌

أخبرني عبد العزيز بن أحمد عمّ أبي، و حبيب بن نصر المهلّبي، و غيرهما، قالوا: حدثنا الزّبير بن بكّار، قال:

حدّثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن مولة، قالت [3]:

حدثني أبي، عن جدّي مولة بن كثيف، أنّ عامر بن الطفيل أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فوسّده و سادة، ثم قال: أسلم يا عامر. قال: على أنّ لي الوبر و لك المدر، فأبى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقام عامر مغضبا فولّى، و قال: لأملأنّها عليك خيلا جردا، و رجالا مردا، و لأربطنّ بكل نخلة فرسا. فسألته عائشة: من هذا؟ فقال: هذا عامر بن الطفيل، و الذي نفسي بيده لو أسلم فأسلمت بنو عامر معه لزاحموا قريشا على منابرهم. قال: ثم دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و قال: يا قوم، إذا دعوت فأمّنوا، فقال: اللهم اهد بني عامر، و اشغل عنّي عامر بن الطفيل بما شئت، و كيف شئت، و أنّى شئت.

موت عامر بن الطفيل‌

فخرج فأخذته غدّة مثل غدّة البكر، فجعل يثب و ينزو في السماء و يقول: يا موت ابرز لي، و يقول: غدّة مثل غدّة البكر، و موت في بيت سلوليّة؟! و مات.


[1] اللبد: ما يجعل على ظهر الفرس. و القزع: بقايا الشعر.

[2] القارظان: رجلان خرجا في طلب القرظ، يجنيانه، فلم يرجعا، فضرب بهما المثل في انقطاع الغيبة.

[3] في أ: قال «و حدّثني».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست