responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 42

منك، و ايم اللّه لا أخافك بعد اليوم أبدا. قال: لا تعجل عليّ لا أبا لك! و اللّه ما هممت بالذي أمرتني به من مرّة إلا دخلت بيني و بين الرجل ما أرى غيرك! أ فأضربك بالسيف! فقال عامر:

بعث الرسول بما ترى فكأنما

عمدا أشدّ على المقانب غارا [1]

و لقد وردن بنا المدينة شزّبا

و لقد قتلن بجوّها الأنصارا [2]

إصابة عامر بالطاعون و موته قبل عودته‌

و خرجوا راجعين إلى بلادهم، حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث اللّه على عامر الطاعون في عنقه، فقتله اللّه، و إنه لفي بيت امرأة من بني سلول، فجعل يقول: يا بني عامر، أ غدّة كغدّة البكر [3]، و موت في بيت امرأة من بني سلول! فمات.

صاعقة تحرق أربد

ثم خرج أصحابه حين واروه حتى قدموا أرض بني عامر، فلما قدموا أتاهم قومهم فقالوا: ما وراءك يا أربد؟

فقال: لقد دعانا إلى عبادة شي‌ء لوددت أنّه عندي الآن فأرميه بنبلي هذه حتى أقتله. فخرج بعد مقالته هذه بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه، فأرسل اللّه عليه و على جمله صاعقة فأحرقتهما.

و كان أربد بن قيس أخا لبيد بن ربيعة لأمّه.

وفود لبيد إلى الرسول‌

نسخت من كتاب يحيى بن حازم، قال: حدثنا عليّ بن صالح صاحب المصلّى، قال: حدّثنا ابن دأب، قال:

كان أبو براء عامر بن مالك قد أصابته دبيلة [4]، فبعث لبيد بن ربيعة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، أهدى له رواحل، فقدم بها لبيد، و أمره أن يستشفيه من وجعه، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:/ لو قبلت من مشرك لقبلت منه، و تناول من الأرض مدرة [5] فتفل عليها، ثم أعطاها لبيدا، و قال: دفها [6] له بماء ثم اسقه إياه.

يقرأ القرآن و يكتب سورة الرحمن‌

و أقام عندهم لبيد يقرأ القرآن و كتب منهم: الرَّحْمنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ‌ [7] فخرج بها، و لقيه أخوه أربد على ليلة من الحيّ، فقال له: انزل فنزل، فقال: يا أخي، أخبرني عن هذا الرجل؛ فإنه لم يأته رجل أوثق عندي فيه قولا منك. فقال: يا أخي، ما رأيت مثله- و جعل يذكر صدقه و برّه و حسن حديثه. فقال له: هل معك من قوله شي‌ء؟

قال: نعم، فأخرجها له فقرأها/ عليه، فلما فرغ منها قال له أربد: لوددت أني ألقى الرحمن بتلك البرقة [8]، فإن لم أضربه بسيفي فعليّ و عليّ ...


[1] المقانب: جمع مقنب، كمنبر، و هو ما بين الثلاثين إلى الأربعين. و في أ «المعايب» تصحيف.

[2] شزّبا: ضمرا.

[3] في المختار: كعدة البعير.

[4] الدبيلة، كجهينة: داء في الجوف.

[5] المدر: قطع الطين اليابس، واحدتها بهاء.

[6] دفها: أخلطها.

[7] سورة الرحمن: 1، 2.

[8] البرقة: أرض غليظة بحجارة و رمل. و في أ «البرقة»، بفتح الباء.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست