responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 116

لها: غنّيه إياه، فغنّته؛ فصعق الرجل، و خرّ مغشيّا عليه. فقال ابن جعفر: أثمنا فيه، الماء، الماء! فنضح على وجهه، فلما أفاق قال له: أ كلّ هذا بلغ بك عشقها؟ قال: و ما خفي عنك أكثر. قال: أ فتحبّ أن تسمعه منها؟

قال: قد رأيت ما نالني حين سمعته من غيرها، و أنا لا أحبّها، فكيف يكون حالي إن سمعته منها، و أنا لا أقدر على ملكها! قال: أ فتعرفها إن رأيتها؟ قال: أو أعرف غيرها! فأمر بها فأخرجت، و قال: خذها فهي لك، و اللّه ما نظرت إليها إلا عن عرض. فقبّل الرجل يديه و رجليه، و قال: أنمت عيني، و أحييت نفسي، و تركتني أعيش بين قومي، و رددت إليّ عقلي، و دعا له دعاء كثيرا. فقال: ما أرضى أن أعطيكها هكذا، يا غلام احمل معها مثل ثمنها لكيلا تهتمّ به و يهتمّ بها.

نسبة هذا الصوت‌

صوت‌

بانت سعاد و أمسى حبلها انقطعا

و احتلّت الغور فالجدّين فالفرعا [1]

و أنكرتني و ما كان الذي نكرت‌

من الحوادث إلّا الشّيب و الصّلعا

عروضه من البسيط، و الشعر للأعشى، أعشى بني قيس بن ثعلبة.

الأصمعي ينحل الأعشى بيتا من الشعر

و زعم الأصمعيّ أن البيت الثاني هو صنعه و نحله الأعشى.

أخبرنا محمد بن العباس اليزيديّ، عن عمه، عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعيّ، عن عمه، قال:

ما نحلت أحدا من الشعراء شيئا قطّ لم يقله إلّا بيتا واحدا نحلته الأعشى، و هو:

و أنكرتني و ما كان الذي نكرت‌

من الحوادث إلا الشّيب و الصّلعا

الغناء لعزّة الميلاء، خفيف ثقيل أول بالوسطى؛ و ذكر عمرو بن بانة أنه لمعبد، و أنكر إسحاق ذلك و دفعه، و فيه للغريض ثقيل أول بالبنصر، و قيل: إنه لجميلة.

عبد اللّه بن جعفر يطلب من أمير المدينة ألا يمنع عزة من الغناء

قال إسحاق: و حدثني ابن سلّام، عن ابن جعدبة، قال:

كان ابن أبي عتيق معجبا بعزّة الميلاء، فأتى يوما عند عبد اللّه بن جعفر، فقال له: بأبي أنت و أمي! هل لك في عزّة، فقد اشتقت إليها! قال: لا، أنا اليوم مشغول. فقال: بأبي أنت و أمي! إنها لا تنشط إلّا بحضورك، فأقسمت عليك إلّا ساعدتني و تركت شغلك، ففعل، فأتياها و رسول الأمير على/ بابها يقول لها: دعي الغناء، فقد ضجّ أهل/ المدينة منك، و ذكروا أنك قد فتنت رجالهم و نساءهم. فقال له ابن جعفر: ارجع إلى صاحبك فقل له عنّي: أقسم عليك إلّا ناديت في المدينة: أيّما رجل فسد أو امرأة فتنت بسبب عزّة إلّا كشف نفسه بذلك لنعرفه، و يظهر لنا و لك أمره. فنادى الرسول بذلك، فما أظهر أحد نفسه. و دخل ابن جعفر إليها و ابن أبي عتيق معه، فقال لها: لا يهولنّك ما سمعت، و هاتي فغنّينا، فغنّته بشعر القطاميّ [2]:


[1] ديوان الأعشى 101.

[2] الجمهرة 802.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست