responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 115

و مما يغنى فيه من هذه القصيدة قوله [1]:

صوت‌

كلتاهما حلب العصير فعاطني‌

بزجاجة أرخاهما للمفصل [2]

بزجاجة رقصت بما في قعرها

رقص القلوص براكب مستعجل‌

غنّاه إبراهيم الموصليّ رملا مطلقا في مجرى الوسطى، عن إسحاق و عمرو و غيرهما، و يروى: «كلتاهما حلب العصير»، بجعل الفعل للعصير. و يروى للمفصل، بكسر الميم و فتح الصاد، و للمفصل، بفتح الميم و كسر الصاد، و هو اللسان.

أخبرنا بذلك عليّ بن سليمان الأخفش، عن المبرد، حكاية عن أصحابه، عن الأصمعيّ.

رجع الحديث إلى أخبار عزّة الميلاء

عبد اللّه بن جعفر و ناسك بالمدينة

قال إسحاق: حدثني مصعب الزبيريّ، عن محمد بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن أبيه،/ عن جدّه، قال:

كان بالمدينة رجل ناسك من أهل العلم و الفقه، و كان يغشى عبد اللّه بن جعفر، فسمع جارية مغنّية لبعض النخّاسين تغني:

بانت سعاد و أمسى حبلها انقطعا [3]

فاستهتر [4] بها و هام، و ترك ما كان عليه، حتى مشى إليه عطاء [5] و طاوس فلاماه؛ فكان جوابه لهما أن تمثّل بقول الشاعر:

/

يلومني فيك أقوام أجالسهم‌

فما أبالي أطار اللّوم أم [6] وقعا

و بلغ عبد اللّه بن جعفر خبره، فبعث إلى النخّاس، فاعترض [7] الجارية، و سمع غناءها بهذا الصوت، و قال لها: ممّن أخذته؟ قالت: من عزّة الميلاء. فابتاعها بأربعين ألف درهم، ثم بعث إلى الرجل فسأله عن خبره، فأعلمه إياه و صدقه عنه، فقال له: أ تحبّ أن تسمع هذا الصوت ممن أخذته عنه تلك الجارية؟ قال: نعم، فدعا بعزّة و قال‌


[1] ديوانه 312.

[2] حاشية أ «و قبله»:

إن التي ناولتني فرددتها

قتلت قتلت فهاتها لم تقتل‌

و كلتاهما، أي التي قتلت- أي مزجت- و التي لم تقتل، أي لم تمزج.

[3] ديوان الأعشى 101 و البلدان (فرع). و تمامه:

و احتلت الغور فالجدين فالفرعا

[4] استهتر بها: شغف و أولع بها.

[5] عطاء و طاوس: كلاهما من أعلام التابعين. و انظر ترجمتهما في ابن خلكان.

[6] أ «أو».

[7] اعترض الجارية: طلب أن تمرّ أمامه ليراها عن قرب.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست