فقال لها يزيد: ويحك يا
حبابة، و من من قريش هذا؟ قالت: أنت. قال: و من يقول هذا الشعر؟ قالت:
الأحوص يا أمير المؤمنين.
و قالت سلامة: فليسمع أمير المؤمنين باقي ثنائه عليه فيها. ثم اندفعت فغنته:
و لو كان بذل الجود و
المال مخلدا
من الناس إنسانا لكنت المخلّدا
فأقسم لا أنفكّ ما
عشت شاكرا
لنعماك ما طار الحمام و غرّدا
قضاء معبد في المفاضلة
بين حبابة و سلامة:
أخبرني إسماعيل قال:
حدّثنا عمر بن شبّة قال: علي بن الجعد قال: حدّثني أبو يعقوب الخريمي، عن أبي بكر
بن عياش: أن حبابة و سلّامة اختلفتا في صوت معبد:
ألا حيّ الديار بسعد
إنّي
أحبّ لحبّ فاطمة الديارا
/ فبعث يزيد إلى معبد فأتى به، فسأل: لم بعث إليه؟
فأخبر، فقال: لأيّتهما المنزلة عند أمير المؤمنين؟
فقيل: لحبابة. فلما عرضتا
عليه الصوت قضى لحبابة، فقالت سلامة: و اللّه ما قضى إلا للمنزلة، و إنّه ليعلم
أنّ الصواب ما غنّيت، و لكن ائذن لي يا أمير المؤمنين في صلته لأنّ له عليّ حقّا.
قال: قد أذنت. فكان ما وصلته به أكثر من حبابة.
/ الشعر لجرير، و الغناء لابن محرز، خفيف ثقيل أوّل
بالسبابة في مجرى البنصر.
بين الفرزدق و الأحوص:
أخبرني أحمد بن عبد العزيز
الجوهري قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال:
نزل الفرزدق على الأحوص
حين قدم المدينة فقال له الأحوص: ما تشتهي؟ قال: شواء و طلاء و غناء [3].
قال: ذلك لك. و مضى به إلى
قينة بالمدينة فغنته:
[1]
سعد، بالفتح: موضع قريب من المدينة. و
قد أنشد ياقوت الأبيات في (سعد) بضم السين على أنه ماء و نخل غربي اليمامة.
[2]
دارة صلصل لعمرو بن كلاب، كما في
ياقوت. شحطوا: بعدوا. ط، مب و «ديوان جرير» 280 «المزارا» و أثبت ما في ها. و في سائر النسخ «الديارا» بالتكرار لما سبق.
[3]
الطلاء: الخمر، أو ما طبخ من عصير
العنب حتى ذهب ثلثاه، و تسميه العجم «ميبختج».