كانت حبابة مولّدة من
مولدات المدينة، لرجل من أهلها يعرف بابن رمانة، و قيل ابن مينا. و هو خرّجها و
أدّبها. و قيل: كانت لآل لاحق المكيّين. و كانت حلوة جميلة الوجه ظريفة حسنة
الغناء، طيّبة الصوت، ضاربة بالعود. و أخذت الغناء عن ابن سريج، و ابن محرز، و
مالك، و معبد، و عن جميلة و عزّة الميلاء. و كانت تسمّى العالية [1]، فسمّاها
يزيد/ لما اشتراها حبابة. و قيل: إنّها كانت لرجل يعرف بابن مينا.
شراء يزيد لحبابة:
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه
بن عمّار قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال:
حدّثني حاتم بن قبيصة قال:
و كانت حبابة لرجل يدعى
ابن مينا، فأدخلت على يزيد بن عبد الملك في إزار له ذنبان، و بيدها دف ترمي به و تتلقّاه،
و تتغنّى:
ما أحسن الجيد من مليكة و
اللبّات إذ زانها ترائبها يا ليتني ليلة إذا هجع النّاس و نام الكلاب صاحبها
ثم خرج بها مولاها إلى
إفريقية، فلما كان بعد ما ولى يزيد اشتراها.
فرح يزيد بشراء سلامة و
حبابة:
و روى حمّاد عن أبيه عن
المدائني عن جرير المديني، و رواه الزبير بن بكّار عن إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه
قال:
/ قال
لي يزيد بن عبد الملك: ما تقرّ عيني بما أوتيت من الخلافة حتّى أشتري سلّامة جارية
مصعب بن سهيل الزهري، و حبابة جارية لاحق المكيّة. فأرسل فاشتريتا له، فلما
اجتمعتا عنده قال: أنا الآن كما قال القائل [3]:
[3]
هو معقر بن حمّار البارقي يصف امرأة
كانت لا تستقر على زوج، كلما تزوّجت رجلا فارقته و استبدلت آخر به، ثم تزوجها رجل
فرضيت به. و نسب البيت التالي أيضا إلى عبد ربه السلمي، و إلى سليم بن ثمامة
الحنفي. انظر «اللسان» (عصا).