responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 8

/

لا تلحينّي يا ابن أمّي فإنّني‌

عدوّ لمن عاديت يا عرو جاهد

و فارقت إخواني الذين تتابعوا

و فارقت عبد اللّه و الموت عاند [1]

و لو لا يمين لا أزال أبرّها

لقد جمعتنا بالفناء المقاعد [2]

رثاؤه لولده:

قال الزبير: أنشدتني عمّتي أسماء بنت مصعب بن ثابت، لجعفر بن الزبير، و أنشدنيه غيرها يرثي ابنا له [3]:

صوت‌

أهاجك بين من حبيب قد احتمل‌

نعم ففؤادي هائم العقل محتبل‌

و قالوا صحيرات اليمام و قدّموا

أوائلهم من آخر الليل في الثّقل [4]

مررن على ماء العشيرة و الهوى‌

على ملل يا لهف نفسي على ملل [5]

فتى السنّ كهل الحلم يهتزّ للندى‌

أمر من الدّفلى و أحلى من العسل [6]

في هذه الأبيات خفيف رمل بالبنصر، نسبه يحيى المكي إلى ابن سريج، و نسبه الهشاميّ إلى الأبجر، قال:

و يقال إنه لابن سهيل.

قصة في بيتين من شعره‌

فأخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز عن المدائني- و خبره أتم- قال: اصطحب قوم في سفر، و معم رجل يغنّي، و شيخ عليه أثر النّسك و العبادة، فكانوا يشتهون أن يغنّيهم الفتى و يستحيون من الشّيخ إلى أن/ بلغوا إلى صحيرات اليمام، فقال له المغني: أيها الشيخ إنّ عليّ يمينا أن أنشد شعرا إذا انتهيت إلى هذا الموضع، و إنّي أهابك و أستحي منك؛ فإن رأيت أن تأذن لي في إنشاده أو تتقدّم حتّى أوفي بيميني ثم نلحق بك فافعل. قال: و ما عليّ من إنشادك؟! أنشد ما بدا لك. فاندفع يغني:

و قالوا صحيرات اليمام و قدّموا

أوائلهم من آخر الليل في الثّقل‌

وردن على ماء العشيرة و الهوى‌

على ملل يا لهف نفسي على ملل‌

فجعل الشيخ يبكي أحرّ بكاء و أشجاه، فقالوا له: ما لك يا عمّ تبكي؟ فقال: لا جزيتم خيرا؛ هذا معكم طول هذا الطريق و أنتم تبخلون عليّ به أتفرّج به [7] و يقطع عنّي طريقي؛ و أتذكّر أيام شبابي. فقالوا: لا و اللّه ما كان يمنعنا


[1] العاند: العاتي الشديد.

[2] أ، س «لا أراك» تحريف، صوابه في ط، مب، مط.

[3] كذا في ط، مب، مط. و في بعض النسخ «لها».

[4] و يقال أيضا «صخيرات الثمام» كما في «معجم البلدان»، و هو موضع ذكر في غزاة بدر.

[5] العشيرة بلفظ التصغير، كما في «معجم البلدان». و ملل: واد ينحدر من ورقان حتى يصب في الفرش.

[6] الدفلى، بكسر الدال: نبات شديد المرارة.

[7] أتفرّج به: ألتمس الفرج مما أنا فيه من ضيق.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست