في هذه الأبيات خفيف رمل
بالبنصر، نسبه يحيى المكي إلى ابن سريج، و نسبه الهشاميّ إلى الأبجر، قال:
و يقال إنه لابن سهيل.
قصة في بيتين من شعره
فأخبرني الحسن بن عليّ
قال: حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز عن المدائني- و خبره أتم- قال: اصطحب قوم في
سفر، و معم رجل يغنّي، و شيخ عليه أثر النّسك و العبادة، فكانوا يشتهون أن يغنّيهم
الفتى و يستحيون من الشّيخ إلى أن/ بلغوا إلى صحيرات اليمام، فقال له المغني: أيها
الشيخ إنّ عليّ يمينا أن أنشد شعرا إذا انتهيت إلى هذا الموضع، و إنّي أهابك و
أستحي منك؛ فإن رأيت أن تأذن لي في إنشاده أو تتقدّم حتّى أوفي بيميني ثم نلحق بك
فافعل. قال: و ما عليّ من إنشادك؟! أنشد ما بدا لك. فاندفع يغني:
و قالوا صحيرات
اليمام و قدّموا
أوائلهم من آخر الليل في الثّقل
وردن على ماء العشيرة
و الهوى
على ملل يا لهف نفسي على ملل
فجعل الشيخ يبكي أحرّ بكاء
و أشجاه، فقالوا له: ما لك يا عمّ تبكي؟ فقال: لا جزيتم خيرا؛ هذا معكم طول هذا
الطريق و أنتم تبخلون عليّ به أتفرّج به [7] و يقطع عنّي طريقي؛ و أتذكّر أيام
شبابي. فقالوا: لا و اللّه ما كان يمنعنا