responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 76

ذهبت قريش بالمكارم و العلا

و اللؤم تحت عمائم الأنصار

فبلغ ذلك النعمان بن بشير فدخل على معاوية فحسر عن رأسه عمامته، و قال: يا أمير المؤمنين: أ ترى لؤما؟

قال: لا بل أرى كرما و خيرا، ما ذاك؟ قال: زعم الأخطل أن اللؤم تحت عمائمنا. قال: أو فعل؟ قال: نعم. قال:

لك لسانه. و كتب فيه أن يؤتى به. فلما أتي به سأل الرسول ليدخل إلى يزيد أوّلا، فأدخله عليه، فقال: هذا الذي كنت أخاف. قال: لا تخف شيئا. و دخل على معاوية فقال: علام أرسل إليّ هذا الرجل و هو يرمي من وراء جمرتنا؟ قال: هجا الأنصار. قال: و من زعم ذلك؟ قال: النعمان بن بشير. قال: لا تقبل قوله عليه و هو يدّعي لنفسه، و لكن تدعوه بالبيّنة، فإن ثبّت [1] شيئا أخذته به له. فدعاه بالبينة فلم يأت بها، فخلّى سبيله. فقال الأخطل:

مدح الأخطل ليزيد:

و إنّي غداة استعبرت أمّ مالك‌

لراض من السّلطان أن يتهدّدا

/ و لو لا يزيد ابن الملوك و سعيه‌

تجلّلت حدبارا من الشّرّ أنكدا [2]

فكم أنقذتني من خطوب حباله‌

و خرساء لو يرمى بها الفيل بلّدا [3]

و دافع عنّي يوم جلّق غمرة

و همّا ينسّيني السّلاف المبرّدا [4]

و بات نجيّا في دمشق لحيّة

إذا همّ لم ينم السليم فأقصدا [5]

/ يخافته طورا و طورا إذا رأى‌

من الوجه إقبالا ألحّ و أجهدا [6]

و أطفأت عنّي نار نعمان بعد ما

أعدّ لأمر فاجر و تجرّدا

و لما رأى النّعمان دوني ابن حرّة

طوى الكشح إذ لم يستطعني و عرّدا [7]

خبر آخر في تشبيب عبد الرحمن برملة:

حدّثنا محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخراز قال: حدّثنا المدائني عن أبي عبد الرحمن بن المبارك قال:

شبّب عبد الرحمن بن حسّان بأخت معاوية، فغضب يزيد فدخل على معاوية فقال: يا أمير المؤمنين، اقتل عبد الرحمن بن حسّان. قال: و لم؟ قال: شبّب بعمّتي. قال: و ما قال؟ قال قال:

طال ليلي و بتّ كالمحزون‌

و مللت الثّواء في جيرون‌


[1] ما عدا ط، ح، ها، مب «أثبت».

[2] في «الديوان» 93: «و سيبه». الحدبار: الناقة التي بدا عظم ظهرها و نشزت حراقيفها.

[3] أي من خرساء. و الخرساء: الداهية. بلد: لصق بالأرض لما دهاه و حطمه.

[4] الغمرة: الشدّة. و في «الديوان»: «السلاف المهودا». و تهويد الشراب: إسكاره.

[5] لحية، يعني معاوية. و السليم: الملدوغ. و الإنماء: أن ترمي الصيد فتصيبه و يذهب عنك فيموت بعد ما يغيب. و الإقصاد من الحية:

أن تلدغه فتقتله في الحال.

[6] المخافتة: الهمس في الأذن. ما عدا ط، ها، مب «يخافيه أطورا» تحريف.

[7] ابن حرة، يعني يزيد. عرد: هرب. ما عدا ط، ح، ها، مب «روى ابن مرة» تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست