responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 75

أمره بهجائهم. فقيل: إن/ السبب في ذلك كان تشبّب عبد الرحمن بن حسان برملة بنت معاوية، و قيل بل حمي لعبد الرحمن بن الحكم.

تشبيب عبد الرحمن بن حسان برملة:

أخبرني الجوهري قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدّثني أبو يحيى الزّهري قال: حدّثني ابن أبي زريق قال:

شبّب عبد الرحمن بن حسان برملة بنت معاوية فقال:

رمل هل تذكرين يوم غزال‌

إذ قطعنا مسيرنا بالتّمنّي‌

إذ تقولين عمرك اللّه هل شي‌

ء و إن جلّ سوف يسليك عنّي‌

أم هل اطمعت منكم بابن حسّا

ن كما قد أراك أطمعت منّي‌

قال: فبلغ ذلك يزيد بن معاوية فغضب، فدخل على معاوية فقال: يا أمير المؤمنين، أ لا ترى إلى هذا العلج من أهل يثرب، يتهكّم بأعراضنا و يشبّب [1] بنسائنا؟/ قال: و من هو؟ قال: عبد الرحمن بن حسّان، و أنشده ما قال، فقال: يا يزيد ليست العقوبة من أحد أقبح منها من ذوي القدرة، و لكن أمهل حتّى يقدم وفد الأنصار ثم ذكّرني. قال: فلمّا قدموا أذكره به [2]، فلما دخلوا عليه قال: يا عبد الرحمن، أ لم يبلغني أنك تشبّب برملة بنت أمير المؤمنين؟ قال: بلى، و لو علمت أنّ أحدا أشرّف به شعري أشرف منها لذكرته. قال: و أين أنت عن أختها هند؟

قال: و إنّ لها لأختا؟ قال: نعم. قال: و إنما أراد معاوية أن يشبّب بهما جميعا فيكذب نفسه. قال: فلم يرض يزيد ما كان من معاوية في ذلك: أن يشبّب بهما جميعا، فأرسل إلى كعب بن جعيل فقال: اهج الأنصار. فقال: أفرق من أمير المؤمنين [3]؛ و لكن أدلّك على الشاعر الكافر الماهر. قال: و من هو؟ قال: الأخطل. قال: فدعا به فقال:

اهج الأنصار. قال: أفرق من أمير المؤمنين! فقال: لا تخف شيئا؛ أنا لك بذلك. قال: فهجاهم فقال:

هجاء الأخطل للأنصار:

و إذا نسبت ابن الفريعة خلته‌

كالجحش بين حمارة و حمار [4]

لعن الإله من اليهود عصابة

بالجزع بين صليصل و صرار [5]

قوم إذا هدر العصير رأيتهم‌

حمرا عيونهم من المصطار [6]

خلّوا المكارم لستم من أهلها

و خذوا مساحيكم بني النجّار [7]

/ إنّ الفوارس يعلمون ظهوركم‌

أولاد كلّ مقبّح أكّار [8]


[1] ما عدا ط، مب «و يتشبب».

[2] ما عدا ط، ها، مب «ذكره به».

[3] أفرق: أخاف؛ و الفرق بالتحريك: الخوف.

[4] يعني بذلك أبويه.

[5] صليصل: تصغير صلصل، و هو موضع بنواحي المدينة. و مثله صرار بالكسر.

[6] المصطار، بالضم: الخمر الحامضة، و يقال بالسين أيضا كما فيما عدا ط، ح، مب.

[7] المساحي: جمع مسحاة، و هي المجرفة من حديد، هجاهم بأنهم أهل زراعة. ما عدا ط، ها، مب «مسائحكم» محرّف.

[8] الأكار: الحراث.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست