/ قال أبو الحسن الأثرم: فلمّا دخل الشهر الحرام- فيما
ذكر أبو عبيدة عن [أبي] [3] بلال بن سهم- من السّنة المقبلة، خرج صخر بن عمرو
حتّى أتى بني مرّة بن عوف بن ذبيان، فوقف على ابني حرملة، فإذا أحدهما به طعنة في
عضده- قال: لم يسمّه أبو بلال بن سهم. فأمّا خفاف بن عمير فزعم في كلمته تلك أنّ
المطعون هاشم- فقال:
أيّكما قتل أخي معاوية؟
فسكتا فلم يحيرا إليه شيئا [4]، فقال الصّحيح للجريح: ما لك لا تجيبه؟ فقال: وقفت
له فطعنني هذه الطعنة في عضدي، و شدّ أخي عليه فقتله، فأيّنا قتلت أدركت ثأرك،
إلّا أنا لم نسلب أخاك. قال: فما فعلت فرسه الشّمّاء؟ قال: ها هي [تلك] [5] خذها.
فردّها عليه [6] فأخذها و رجع، فلما أتى صخر/ قومه قالوا له:
اهجهم. قال: إنّ ما بيننا
أجلّ من القذع، و لو لم أكفف نفسي إلّا رغبة عن الخنا لفعلت.
شعره في ذلك:
و قال صخر في ذلك:
و عاذلة هبّت بليل
تلومني
ألا لا تلوميني كفى اللوم ما بيا
[1]
و يروى «فإن جزعا و إن إجمال صبر» بالنصب. «الخزانة» (4: 442). و هذا
البيت و ما بعده من ط، ها، مب فقط.
[2]
المسهكة: ممر الريح. سهكت الريح؛ مرت
مرا شديدا. و هذا الصواب من ط، ها، مب. و في سائر النسخ «بمسلهة».