من ذوات الدّلّ لو دبّ على
جلدها الذّرّ لأبدى ندبا [1]
الغناء لمحمد بن الأشعث، ثقيل أوّل عن الهشاميّ. و فيه ليونس خفيف ثقيل بالسّبابة، في مجرى البنصر عن إسحاق. و ذكر أحمد بن عبيد أنّ فيه لحنا من الثقيل الثاني لا يدري لمن هو؟
قال: و منها.
صوت
لذكر الحبيب النّازح المتعتّب
طربت و من يعرض له الشوق يطرب
لحنه رمل: و قال منها:
خليليّ عوجا ساعة ثم سلّما
على زينب سقيا و رعيا لزينب
لحنه رمل. و قال منها:
رحبت بلادك يا أمامه
و سلمت ما سجعت حمامه [2]
و سقى ديارك كلّما
حنّت إلى السّقيا غمامه
/ إنّي و إن أقصيتني
سفها أحبّ لك الكرامة
و أرى أمورك طاعة
مفروضة حتّى القيامه
لحنه خفيف رمل. قال: و منها [3]:
ما بالمغاني من أحد
إلّا حمامات فرد [4]
أضحت خلاء درّسا
للرّيح فيها مطّرد [5]
/ عهدي بها فيما مضى
ينتابها مض خرد [6]
[1] الذر: صغار النمل. و الندب: جمع ندبة، بالتحريك، و هو أثر الجرح الباقي على الجلد.
[2] رحبت: اتسعت. سجعت: غنت.
[3] إلى هنا تنتهي القطعة المفقود من ط. انظر ما سبق في ص 65 الحاشية 7.
[4] المغاني: جمع مغني، و هو الموضع يغني فيه القوم، أي يقيمون. فرد: فريدات.
[5] درس: جمع دارسة، و هي التي لعب بها البلى. المطرد: الموضع تطرد فيه الريح أي تجري؛ أو هو مصدر ميمي.
[6] ينتابها: يأتيها نوبة بعد أخرى. خرد: جمع خريدة و خريد و خرود، و هي الحيبة الطويلة السكوت الخافضة الصوت. ما عدا ط، مب، مط «بنباتها بيض جدد» تحريف.