responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 46

إسماعيل بن عمّار و سعدة جارية ابن رامين:

أخبرني حبيب بن نصر قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال: حدّثني علي بن الحسن الشيباني، عن عبد الملك بن ثوبان [1] قال: قال إسماعيل بن عمّار: كنت أختلف إلى منزل ابن رامين فأسمع جاريتيه:

الزرقاء و سعدة، و كانت سعدة أظرف من الزّرقاء، فأعجبت بها و علمت ذلك منّي، و كانت سعدة كاتبة، فكتبت إليها أشكو ما ألقى بها، فوعدتني فكتبت إليها رقعة مع بعض خدمهم:

يا ربّ إنّ ابن رامين له بقر

عين و ليس لنا غير البراذين‌

/ و ذكر الأبيات الماضية. قال: فجاءني الخادم و قال: ما زالت تقرأ رقعتك و تضحك من قولك:

فإن تجودي بذاك الشي‌ء أحي به‌

و إن بخلت به عنّي فزنّيني‌

و كتبت إليّ: «حاشاك من أن أزنّيك، و لكنّي أسير إليك فأغنّيك و ألهّيك و أرضيك». و صارت إليّ فأرضتني بعد ذلك.

شراء جعفر بن سليمان للزرقاء و قتله يزيد بن عون:

أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه، عن الحسين بن محمد الحرّاني، و أخبرني الجوهري عن علي بن محمد النوفلي عن أبيه:

أن جعفر بن سليمان اشترى الزرقاء صاحبة ابن رامين بثمانين ألف درهم، و سترها عن أبيه- و أبوه يومئذ على البصرة في خلافة المنصور، و قد تحرّك في تلك الأيام عبد اللّه بن علي- فهجم عليهما يوما سليمان بن عليّ فأخفيا [2] العود تحت السّرير/ و دخل، فقال له: ويحك نحن على هذه الحال نتوقّع الصيلم [3] و أنت تشتري جارية بثمانين ألف درهم! و أظهر له غضبا عليه و تسخّطا لما فعل، فغمز خادما كان على رأسه فأخرجها إلى سليمان، فأكبّت على رأسه فقبّلته، ودعت له، و كانت عاقلة مقبولة متكلّمة، فأعجبه ما رأى منها، و قام عنهما فلم يعد لمعاتبة ابنه بعد ذلك.

قال: و لما مضت لها مدّة عند جعفر سألها يوما: هل ظفر منك أحد ممن كان يهواك بخلوة أو قبلة؟

فخشيت أن يبلغه شي‌ء كانت فعلته بحضرة جماعة أو يكون قد بلغه، فقالت: لا و اللّه إلّا يزيد بن عون العباديّ الصّيرفي؛ فإنّه قبّلني قبلة و قذف في فيّ [4] لؤلؤة بعتها بثلاثين ألف درهم. فلم يزل جعفر يحتال له و يطلبه [5] حتّى وقع في يده، فضربه بالسّياط حتّى مات.


[1] ط «عبد الملك ثوبان».

[2] ما عدا ط، ح، مب، مط «فخبأ».

[3] الصيلم: الداهية تصطلم القوم. قال:

غضبت تميم أن تقتل عامر

يوم النسار فأعتبوا بالصيلم‌

[4] ط، مب، مط «في فمي».

[5] هذه من ط، ها، مب فقط.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست