نسخت ذلك من كتاب هارون بن
محمد بن عبد الملك الزيات [1]، ذكر أنّ أبا أيوب المديني حدّثه [2] عن أحمد بن
إبراهيم بن إسماعيل بن داود قال:
كان محمد بن الأشعث القرشي
ثم الزهري كاتبا، و كان من فتيان أهل الكوفة و ظرفائهم و أدبائهم، و كان يقول
الشعر و يتغنى فيه. فمن ذلك قوله في زرقاء جارية ابن رامين، و كان يألفها:
أمسى لسلّامة
الزّرقاء في كبدي
و ذكر الأبيات:
شعر محمد بن الأشعث في
سلّامة:
قال: و من شعره فيها يخاطب
مولاها و قد كان حجّ و أخرج جواريه كلّهنّ- هكذا ذكر أحمد بن إبراهيم. و هذا الشعر
[3] الثاني لإسماعيل بن عمّار الأسدي، و قد ذكرت أخباره في موضع آخر.
صوت
أيّة حال يا ابن
رامين
حال المحبّين المساكين
تركتهم موتى و لم
يتلفوا
قد جرّعوا منك الأمرّين
- [و يروى: «تركتهم موتى و ما موّتوا»، وجدته بخطّ حمّاد [4].]-
و سرت في ركب على
طيّة
ركب تهام و يمانين
/ يا راعي الذّود لقد رعتهم
ويلك من روع المحبّين
فرّقت جمعا لا يرى
مثلهم
بين دروب الرّوم و الصّين
الغناء لمحمد بن الأشعث
نشيد خفيف ثقيل أوّل بالوسطى في مجراها، عن ابن المكي و غيره.
شعره في وصيفة:
قال: و دخل ابن الأشعث
يوما على ابن رامين فخرجت إليه الزّرقاء، فبينما هو يلقي عليها إذ بصر بوصيفة من
وصائفهم فأعجبته، فقال شعرا في وقته، و تغنى فيه، فأخذته منه الزرقاء، و هو قوله:
[1]
هذا ما في ط، مط. و في سائر النسخ «كتاب محمد بن عبد الملك
الزيات».
[2]
ما عدا ط، ح، مب، مط «ذكر أبو أيوب المديني أنه
حدثه» محرّف.
[3]
ما عدا ط، مب، مط «هكذا ذكره. و ذكر أحمد بن
إبراهيم أن هذا الشعر».