استعدّوا، فلم يكن بينهم
كبير قتال؛ ثم رجع أحيحة فرجعوا عنه،/ و قد فقدها أحيحة حين أصبح؛ فلما رأى القوم
على حذر قال: هذا عمل سلمى! خدعتني حتّى بلغت ما أرادت. و سمّاها قومها المتدلّية؛
لتدلّيها من رأس الحصن. فقال في ذلك أحيحة و ذكر ما صنعت به سلمى:
و هي قصيدة طويلة، يقال
إنّ في هذين البيتين منها غناء.
مساومة قيس بن زهير له
في درعه:
أخبرني محمد بن الحسن بن
دريد قال: حدّثني عمي عن العباس بن هشام عن أبيه عن أبي مسكين:
أنّ قيس بن زهير بن جذيمة
أتى أحيحة بن الجلاح لمّا وقع الشرّ بينه و بين بني عامر؛ و خرج إلى المدينة
ليتجهّز، بعث إليهم حين قتل خالد بن جعفر زهير بن جذيمة، فقال قيس لأحيحة: يا أبا
عمرو، نبّئت أنّ عندك درعا ليس بيثرب درع مثلها؛ فإن كانت فضلا [5] فبعنيها، أو
فهبها لي. فقال: يا أخا بني عبس، ليس مثلي يبيع السلاح و لا يفضل عنه [6]، و لو لا
أنّي أكره أن أستليم [7] إلى بني عامر لوهبتها لك، و لحملتك على سوابق خيلي، و
لكن