responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 37

استعدّوا، فلم يكن بينهم كبير قتال؛ ثم رجع أحيحة فرجعوا عنه،/ و قد فقدها أحيحة حين أصبح؛ فلما رأى القوم على حذر قال: هذا عمل سلمى! خدعتني حتّى بلغت ما أرادت. و سمّاها قومها المتدلّية؛ لتدلّيها من رأس الحصن. فقال في ذلك أحيحة و ذكر ما صنعت به سلمى:

شعره في امرأته سلمى:

تفهّم أيّها الرّجل الجهول‌

و لا يذهب بك الرأي الوبيل‌

فإنّ الجهل محمله خفيف‌

و إنّ الحلم محمله ثقيل [1]

[و فيها يقول:

لعمر أبيك ما يغني مقامي‌

من الفتيان رائحة جهول‌

نؤوم ما يقلّص مستقلّا

على الغايات مضجعه ثقيل‌]

إذا باتت أعصّبها فنامت‌

عليّ مكانها الحمّى الشّمول [2]

لعلّ عصابها يبغيك حربا

و يأتيهم بعورتك الدّليل‌

و قد أعددت للحدثان عقلا

لو أنّ المرء تنفعه العقول [3]

/ و قال فيها و فيما صنعت به:

أخلق الرّبع من سعاد فأمسى‌

ربعه مخلقا كدرس الملاة [4]

باليا بعد حاضر ذي أنيس‌

من سليمى إذ تغتدي كالمهاة

و هي قصيدة طويلة، يقال إنّ في هذين البيتين منها غناء.

مساومة قيس بن زهير له في درعه:

أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال: حدّثني عمي عن العباس بن هشام عن أبيه عن أبي مسكين:

أنّ قيس بن زهير بن جذيمة أتى أحيحة بن الجلاح لمّا وقع الشرّ بينه و بين بني عامر؛ و خرج إلى المدينة ليتجهّز، بعث إليهم حين قتل خالد بن جعفر زهير بن جذيمة، فقال قيس لأحيحة: يا أبا عمرو، نبّئت أنّ عندك درعا ليس بيثرب درع مثلها؛ فإن كانت فضلا [5] فبعنيها، أو فهبها لي. فقال: يا أخا بني عبس، ليس مثلي يبيع السلاح و لا يفضل عنه [6]، و لو لا أنّي أكره أن أستليم [7] إلى بني عامر لوهبتها لك، و لحملتك على سوابق خيلي، و لكن‌


[1] البيتان بعده مما انفردت به نسخة ط، مب، مط.

[2] أعصبها، يشير إلى ما كان من تعصيبه رأس امرأته حين ادّعت ألم رأسها. يقول: باتت عليه الحمى الشمول، أي الباردة التي تصيب صاحبها بالقشعريرة.

[3] العقول: جمع عقل، و هو الحصن و المعقل. و في الأصول «أصلا» و قد فسّرت في مط «هو بناء الحصن». و الرواية المعروفة:

«عقلا» كما في «اللسان» (عقل).

[4] الملاة، أراد بها الملاءة. و الدرس: الخلق، بفتح الدال و كسرها، و هو من إضافة إلى الموصوف.

[5] الفضل بضمتين. و انظر شروح «سقط الزند» 1488.

[6] ط، مب، مط «تفضل عليه» ح «يفضل عليه».

[7] استلام إليهم: أتى إليهم ما يلومونه عليه. و في ط «أن أستذم» و في هامشها «أن أستليم» كما في سائر النسخ.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست