غنّاه الهذلي رملا بالوسطى
من رواية الهشاميّ و عمرو بن بانة.
سبب قول أحيحة هذا
الشعر:
و أمّا السّبب في قول
أحيحة هذا الشعر فإنّ أحمد بن عبيد المكتّب [1] ذكر أن محمد بن يزيد الكلبيّ
حدّثه، و حدّثه أيضا هشام بن محمد عن الشّرقيّ بن القطاميّ قال هشام: و حدّثني به
أبي أيضا.
قال: و حدّثني رجل من قريش
عن أبي عبيدة بن عمّار بن ياسر، قال: و حدّثني/ عبد الرحمن بن سليمان الأنصاريّ،
قالوا جميعا:
أقبل تبّع الأخير و هو أبو
كرب بن حسان بن أسعد الحميريّ، من اليمين سائرا [2] يريد المشرق كما كانت
التّبابعة تفعل، فمرّ بالمدينة فخلّف بها ابنا له، و مضى حتّى قدم الشّأم، ثم سار
من الشأم حتّى قدم العراق فنزل بالمشقّر [3]، فقتل ابنه غيلة بالمدينة، فبلغه و هو
بالمشقّر مقتل ابنه، فكرّ راجعا إلى المدينة و هو يقول:
ثم أقبل حتّى دخل المدينة
و هو مجمع على إخرابها و قطع نخلها، و استئصال أهلها، و سبي الذرّية؛ فنزل بسفح
أحد فاحتفر بها بئرا- فهي البئر التي يقال لها إلى اليوم بئر الملك- ثم أرسل إلى
أشراف أهل المدينة ليأتوه فكان فيمن أرسل إليه زيد بن ضبيعة بن زيد بن عمرو بن
عوف، و ابن عمه زيد بن أميّة بن زيد، و ابن عمه زيد بن عبيد بن زيد [6]- و كانوا
يسمّون الأزياد- و أحيحة بن الجلاح؛ فلمّا جاء رسوله قال الازدياد: إنما أرسل
إلينا ليملّكنا على أهل يثرب. فقال أحيحة: و اللّه ما دعاكم لخير! و قال:
فذهبت مثلا. و كان يقال:
إنّ مع أحيحة تابعا من الجنّ يعلمه الخبر لكثرة صوابه؛ لأنّه كان لا يظنّ شيئا
فيخبر به قومه إلا كان كما يقول. فخرجوا إليه، و خرج أحيحة و معه قينة له، و خباء،
فضرب الخباء و جعل فيه القينة و الخمر، ثم خرج حتى استأذن على تبّع، فأذن له، و
أجلسه معه على زربيّة تحته [8]، و تحدّث معه و سأله عن أمواله بالمدينة؛ فجعل
يخبره عنها، و جعل تبّع كلّما أخبره عن شيء منها يقول: كلّ ذلك على هذه الزربية.
يريد بذلك تبّع
[1]
المكتب، بكسر التاء المشدّدة، هو من
يعلم الصبيان الخط و الأدب. السمعاني. 54 ب. ما عدا ط، مب، مط، ح «الكاتب».
[4]
ذو معاهر، بضم الميم: قيل من أقيال
حمير، كما في «القاموس» (عهد). ط، مط «يا ذا معاهد» و في سائر
النسخ «يا ذا المعاهد» كلاهما
محرّف عما أثبت. عود، أراد: أم طرفت بعود.
[5]
ط «إن لم يلقها حرب» مب، مط «إن لم تلقها حرب». و الأشاء: جمع أشاءة، و هي صغار
النخل. مجرود: جرّد عنه الخوص، أو أصابه الجراد.
[6]
كذا في ط، مب، مط. و في سائر النسخ «زيد بن أمية بن زيد و ابن
عمّه زيد بن ضبيعة بن زيد بن عمرو بن عوف و ابن عمه زيد بن أمية بن زيد، و ابن عمه
زيد بن عبيد بن زيد»، و فيه تكرار و خلاف في الترتيب.
[7]
كذا على الصواب في ط، مب، مط و «كتاب التيجان» لوهب بن
منبه 294. لكن في «التيجان»: «أن يسد». و في سائر النسخ «أن يرد خبره جبله».
[8]
الزربية، بالكسر و بضم: واحدة
الزرابي، و هي البسط و النمارق.