responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 27

علاقة محمد بن عيسى بها:

أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدّثنا الزّبير قال حدّثني عمي قال: هوي محمد بن عيسى الجعفريّ بصبص جارية ابن نفيس، فهام بها و طال ذلك عليه فقال لصديق له: لقد شغلتني هذه عن صنعتي و كلّ أمري، و قد وجدت مسّ السلوّ فاذهب بنا حتّى أكاشفها بذلك فأستريح. فأتياها فلما غنّت لهما قال لها محمد بن عيسى:

أ تغنين:

و كنت أحبّكم فسلوت عنكم‌

عليكم في دياركم السّلام‌

فقالت: لا و لكنّي أغنّي:

تحمّل أهلها عنها فبانوا

على آثار من ذهب العفاء [1]

/ فاستحيا و ازداد بها كلفا، و لها عشقا، فأطرق ساعة ثم قال: أ تغنين:

و أخضع بالعتبي إذا كنت مذنبا

و إن أذنبت كنت الذي أتنصّل‌

قالت: نعم و أغنّي أحسن منه:

فإن تقبلوا بالودّ نقبل بمثله‌

و ننزلكم منّا بأقرب منزل‌

قال: فتقاطعا في بيتين، و تواصلا في بيتين. و في هذه الأبيات الأربعة غناء كان محمد قريض [2]، و ذكاء، و غيرهما ممن شاهدنا من الحذّاق يغنّونه في الابتداءين لحنين من الثقيل الأوّل، و في الجوابين لحنين من خفيف الثقيل، و لا أعرف صانعهما.

شغف أبي السائب المخزومي بها

أخبرني عمي قال: حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك قال: حدّثني أبو أيوب المدينيّ عن مصعب قال:

حضر أبو السائب المخزومي مجلسا فيه بصبص جارية يحيى بن نفيس، فغنت:

قلبي حبيس عليك موقوف‌

و العين عبرى و الدمع مذروف‌

و النّفس في حسرة بغصّتها

قد شفّ أرجاءها التّساويف [3]

إن كنت بالحسن قد وصفت لنا

فإنّني بالهوى لموصوف‌

يا حسرتا حسرة أموت بها

إن لم يكن لي لديك معروف‌

قال: فطرب أبو السائب و نعر [4]، و قال: لا عرف اللّه قدره إن لم أعرف لك معروفك. ثم أخذ قناعها عن رأسها و جعله على رأسه [5] و جعل يلطم و يبكي، و يقول لها: بأبي و اللّه أنت، إنّي لأرجو أن تكوني عند اللّه أفضل من الشّهداء، لما توليناه من السرور، و جعل يصيح، وا غوثاه! يا للّه لما يلقى العاشقون.


[1] البيت لزهير، في «ديوانه» 58.

[2] ط، مب، مط «قريص» بالصاد المهملة.

[3] شفها: نقصها و نال منها. و أرجاؤها: نواحيها. و التساويف: جمع تسويف، و هو المماطلة.

[4] نعر: صاح.

[5] و جعله على رأسه، من ط فقط.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست