responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 264

فأقبلت على من حضر فقلت: يا لأمّ كعب أخزاها اللّه تعالى، ما أنمّها حين تخبر ابنها بقلفتي! فضحك الناس و غلبت عليه في المجلس.

فقال له زياد: يا أبا فراس، هب لي نفسك ساعة و لا تعجل حتّى يأتيك رسولي بهديّتي ثم ترى رأيك. و ظنّ الفرزدق أنه سيهدي إليه شيئا يستكفّه به، فكتب إليه:

و ما ترك الهاجون لي إن أردته‌

مصحّا أراه في أديم الفرزدق‌

و ما تركوا الحما يدقّون عظمه‌

لآكله ألقوه للمتعرّق‌

سأحطم ما أبقوا له من عظامه‌

فأنكت عظم الساق منه و أنتقي [1]

فإنا و ما تهدي لنا إن هجوتنا

لكالبحر مهما يلق في البحر يغرق‌

فبعث إليه الفرزدق: لا أهجو قوما أنت منهم أبدا.

زياد أهجى من كعب الأشقري‌

قال أبو المنذر: زياد أهجى من كعب الأشقريّ، و قد أوثر عليه في عدّة قصائد. منها التي يقول فيها.

قبيلة خيرها شرّها

و أصدقها الكاذب الآثم [2]

و ضيفهم وسط أبياتهم‌

و إن لم يكن صائما صائم‌

و فيه يقول:

إذا عذّب اللّه الرجال بشعرهم‌

أمنت لكعب أن يعذّب بالشعر

/ و فيه يقول:

أتتك الأزد مصفرّا لحاها

تساقط من مناخرها الجواف [3]

هجاؤه لأبي قلابة الجرمي‌

أخبرني وكيع قال: حدثني أحمد بن عمر بن بكير قال حدثنا الهيثم عن ابن عياش قال:

دخل أبو قلابة الجرميّ مسجد البصرة و إذا زياد الأعجم، فقال زياد: من هذا؟ قال: أبو قلابة الجرميّ، فقام على رأسه فقال:

قم صاغرا يا كهل جرم فإنّما

يقال لكهل الصّدق قم غير صاغر


[1] يقال نكت العظم: ضرب طرفه بشي‌ء ليخرج مخه. و الانتقاء: استخراج النقي، و هو المخ. في جمهور الأصول «فأنكب»، صوابه من مب، ها، ف، و «الشعر و الشعراء» 96 و «معجم الأدباء».

[2] قبيلة: مصغر قبيلة.

[3] الجواف: ضرب من السمك، واحدته جوافة. و في جمهور الأصول «من مباديها الحراف»، و الوجه ما أثبت من مب، ها، ف، و «الشعر و الشعراء».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 264
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست