responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 257

قال: فقلت إنّها من مختار الشعر، و لقد أنشدت لبعض المحدثين في نحو هذا المعنى أبياتا حسنة. ثمّ أنشدنا:

أيّها الناعيان من تنعيان‌

و على من أراكما تبكيان‌

اندبا الماجد الكريم أبا إس

حاق ربّ المعروف و الإحسان‌

و اذهبا بي إن لم يكن لكما عق

- ر إلى جنب قبره فاعقراني‌

و انضحا من دمي عليه فقد كا

ن دمي من نداه لو تعلمان‌

قصته مع حبيب بن المهلب في شأن الحمامة و ديتها

أخبرني وكيع قال: حدثني إسحاق بن محمد النخعيّ عن ابن عائشة عن أبيه قال:

/ كان المهلب بن أبي صفرة بخراسان، فخرج إليه زياد الأعجم فمدحه، فأمر له بجائزة فأقام عنده أياما. قال:

فإنّا لبعشيّة نشرب مع حبيب بن المهلّب في دار له، و فيها حمامة، إذ سجعت الحمامة فقال زياد:

تغنّى أنت في ذممي و عهدي‌

و ذمّة والدي إن لم تطاري‌

و بيتك فاصلحيه و لا تخافي‌

على صفر مزغّبة صغار

فإنّك كلّما غنّيت صوتا

ذكرت أحبّتي و ذكرت داري‌

فإمّا يقتلوك طلبت ثارا

له نبأ لأنك في جواري‌

فقال حبيب: يا غلام، هات القوس. فقال له زياد: و ما تصنع بها؟ قال: أرمي جارتك هذه. قال: و اللّه لئن رميتها لاستعدينّ عليك الأمير. فأتى بالقوس فنزع لها سهما فقتلها، فوثب زياد فدخل على المهلّب فحدّثه الحديث و أنشده الشعر، فقال المهلّب: عليّ بأبي بسطام، فأتي بحبيب فقال له: أعط أبا أمامة دية جارته ألف دينار. فقال:

أطال اللّه بقاء الأمير، إنّما كنت ألعب. قال: أعطه كما آمرك. فأنشأ زياد يقول:

فلله عينا من رأى كقضيّة

قضى لي بها قرم العراق المهلّب‌

رماها حبيب بن المهلّب رمية

فأثبتها بالسّهم و السهم يغرب [1]

فألزمه عقل الفتيل ابن حرّة

و قال حبيب: إنّما كنت ألعب‌

/ فقال: زياد لا يروّع جاره‌

و جارة جاري مثل جلدي و أقرب [2]

نصر المهلب له على ولده حبيب‌

قال: فحمل حبيب إليه ألف دينار على كره منه، فإنّه ليشرب مع حبيب يوما إذا عربد عليه حبيب، و قد كان حبيب ضغن عليه ممّا جرى، فأمر بشقّ قباء ديباج كان عليه، فقام فقال:

لعمرك ما الدّيباج خرّقت وحده‌

و لكنّما خرّقت جلد المهلّب‌


[1] أثبتها: قتلها مكانها. يغرب، من قولهم سهم غرب، إذا أتى من حيث لا يدري. و في معظم الأصول «يقرب»، و الوجه ما أثبت من مب، ها.

[2] ما عدا مب، ها «مثل جاري».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست