و هذه القصيدة المذكورة
فيها الغناء يقولها طفيل في وقعة أوقعها قومه بطيّئ، و حرب كانت بينه و بينهم.
سبب وقعته بطيّئ
و ذكر أبو عمرو الشيبانيّ
و الطّوسيّ فيما رواه عن الأصمعيّ و أبي عبيدة:
أنّ رجلا من غنيّ يقال له
قيس النّدامى [2]، وفد على بعض الملوك، و كان قيس سيدا جوادا، فلما حفل المجلس
أقبل الملك على من حضره من وفود العرب فقال: لأضعنّ تاجي على أكرم رجل من العرب،
فوضعه على رأس قيس و أعطاه ما شاء،/ و نادمه مدّة، ثم أذن له في الانصراف إلى
بلده، فلما قرب من بلاد طيّىء خرجوا إليه و هم لا يعرفونه، [فلقوه برمّان] [3]
فقتلوه، فلما علموا أنّه قيس ندموا لأياديه [4] كانت فيهم، فدفنوه و بنوا عليه
بيتا.
ثم إنّ طفيلا جمع جموعا من
قيس فأغار على طيّىء فاستاق من مواشيهم ما شاء، و قتل منهم قتلى كثيرة. و كانت
هذه الوقعة بين القنان و شرقيّ سلمى [5]، فذلك قول طفيل في هذه القصيدة:
تمثل أعرابي ببيت من شعر
طفيل حين شمت بالحجاج بن يوسف
أخبرني علي بن الحسن [8]
بن علي قال: حدّثنا الحارث بن محمد، عن المدائني، عن سلمة بن محارب قال:
لما مات محمد بن الحجاج بن
يوسف جزع عليه الحجاج جزعا شديدا، و دخل الناس عليه يعزّونه و يسلّونه، و هو لا
يسلو و لا يزداد إلّا جزعا و تفجّعا، و كان فيمن دخل عليه رجل كان الحجاج قتل ابنه
يوم الزاوية، فلما رأى جزعه و قلّة ثباته للمصيبة شمت به و سرّ لما ظهر له منه، و
تمثّل بقول طفيل: