responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 229

و قال يعرّض بسليمان و يعيّره بنبوّ سيف و رقاء بن زهير العبسيّ عن خالد بن جعفر- و بنو عبس أخوال سليمان- قال:

/

فإن يك سيف خان أو قدر أتى‌

بتعجيل نفس حتفها غير شاهد [1]

فسيف بني عبس و قد ضربوا به‌

نبا بيدي و رقاء عن رأس خالد

كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها

و تقطع أحيانا مناط القلائد

و روي هذا الخبر عن عوانة بن الحكم، قال فيه:

إنّ الفرزدق قال لسليمان: يا أمير المؤمنين، هبّ لي هذا الأسير. فوهبه له فأعتقه، و قال الأبيات التي تقدّم ذكرها، ثم أقبل على رواته و أصحابه فقال: كأنّي بابن المراغة و قد بلغه خبري فقال:

بسيف أبي رغوان سيف مجاشع‌

ضربت و لم تضرب بسيف ابنه ظالم‌

ضربت به عند الإمام فأرعشت‌

يداك و قالوا محدث غير صارم‌

قال: فما لبثنا غير مدّة يسيرة حتّى جاءتنا القصيدة و فيها هذان البيتان، فعجبنا من فطنة الفرزدق.

/ و أخبرني بهذا الخبر محمد بن خلف وكيع قال: حدّثنا محمد بن عيسى بن حمزة العلوي، قال: حدّثنا أبو عثمان المازني قال:

زعم جهم بن خلف أنّ رؤبة بن العجاج حدّثه. فذكر هذه القصيدة و زاد فيها.

قال: و استوهب الفرزدق الأسير فوهبه له سليمان، فأعتقه و كساه، و قال قصيدته التي يقول فيها:

و لا نقتل الأسرى و لكن نفكّهم‌

إذا أثقل الأعناق حمل المغارم‌

قال: و قال في ذلك:

تباشر يربوع بنبوة ضربة

ضربت بها بين الطّلا و الحراقد [2]

و لو شئت قد السيف ما بين عنقه‌

إلى علق بين الحجابين جامد [3]

فإن ينب سيف أو تراخت منيّة

لميقات نفس حتفها غير شاهد

فسيف بني عبس و قد ضربوا به‌

نبا بيدي و رقاء عن رأس خالد

قال: و قال في ذلك:

أ يضحك الناس أن أضحكت سيّدهم‌

خليفة اللّه يستسقى به المطر

فما نبا السيف عن جبن و لا دهش‌

عند الإمام و لكن أحرّ القدر


[1] في معظم الأصول «بتعجيل نفس» و ظاهره أنه عكس المعنى، و يمكن أن يحمل على أنه عجل بإحضاره على حين أن حتفه بعيد.

و في مب و ف و «الديوان» 186: «بتأخير نفس». و في «النقائض» 384 و «العمدة» (1: 126): «لتأخير نفس». و في «الحيوان» (3: 97): «لميقات يوم».

[2] الطلا: جمع: طلوة و طلية، و هي أصل العنق. و الحراقد، جمع حرقدة، و هي عقدة الحنجور. ح، أ، م «الحرائد» مب، ها، ف:

«الحدائد» س، ب «المحارد»، و الصواب ما أثبت.

[3] في «النقائض» 384:

و لو شئت قط السيف ما بين أنفه‌

إلى علق بين الشراسيف جامد

.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست