أخبرني اليزيدي قال:
حدّثنا أحمد بن زهير، عن الزبير بن حبيب بن بدر الطائي و غيره: أن المنهال: رجلا
من بني يربوع، مرّ على أشلاء مالك بن/ نويرة لما قتله خالد، فأخذ ثوبا و كفّنه فيه
و دفنه، ففيه يقول متمم:
غنّاه عمرو بن أبي
الكنّات، ثقيل أوّل بالوسطى عن حبش.
متمم ينشد عمر رثاءه
لأخيه مالك
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه
بن عمار، قال: حدّثنا الحسن بن محمد البصري، قال: حدّثنا الحسن بن إسماعيل القضاعي
قال حدّثني أحمد بن عمار العبدي [2]، و كان من العلم بموضع قال: حدّثني أبي عن جدي
قال:
صلّيت مع عمر بن الخطاب
الصبح، فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل قصير أعور متنكبا قوسا [3]، و بيده هراوة،
فقال: من هذا؟ فقال: متمم بن نويرة. فاستنشده قوله في أخيه، فأنشده:
فقال عمر: هذا و اللّه
التأبين، و لوددت أنّي أحسن الشّعر فأرثى أخي زيدا بمثل ما رثيت به أخاك. فقال
متمم:
لو أنّ أخي مات على ما مات
عليه أخوك ما رثيته- و كان قتل باليمامة شهيدا، و أمير الجيش خالد بن الوليد- فقال
عمر: ما عزّاني أحد عن أخي بمثل ما عزّاني به متمم.
قال: و كان عمر يقول: ما
هبت الصّبا من نحو اليمامة إلّا خيّل إليّ أنّى أشم ريح أخي زيد [5].
[1]
ها «بتأبين هالك» ما دهري كذا، و ما دهري بكذا، أي ما هو همي و
إرادتي. التأبين: مدح الميت. جزع بالخفض عطف على تأبين للفظه، و بالنصب عليه لمحله
على أن الباء زائدة.
[2]
كذا في ط. ها، مب «محمد بن عمران العبدي»
سائر النسخ «أحمد بن عمران العبدي».