responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 205

تكفين المنهال لمالك‌

أخبرني اليزيدي قال: حدّثنا أحمد بن زهير، عن الزبير بن حبيب بن بدر الطائي و غيره: أن المنهال: رجلا من بني يربوع، مرّ على أشلاء مالك بن/ نويرة لما قتله خالد، فأخذ ثوبا و كفّنه فيه و دفنه، ففيه يقول متمم:

صوت‌

لعمري و ما دهري بتأبين مالك‌

و لا جزع مما أصاب فأوجعا [1]

لقد كفّن المنهال تحت ردائه‌

فتى غير مبطان العشيات أروعا

غنّاه عمرو بن أبي الكنّات، ثقيل أوّل بالوسطى عن حبش.

متمم ينشد عمر رثاءه لأخيه مالك‌

أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمار، قال: حدّثنا الحسن بن محمد البصري، قال: حدّثنا الحسن بن إسماعيل القضاعي قال حدّثني أحمد بن عمار العبدي [2]، و كان من العلم بموضع قال: حدّثني أبي عن جدي قال:

صلّيت مع عمر بن الخطاب الصبح، فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل قصير أعور متنكبا قوسا [3]، و بيده هراوة، فقال: من هذا؟ فقال: متمم بن نويرة. فاستنشده قوله في أخيه، فأنشده:

لعمري و ما دهري بتأبين مالك‌

و لا جزع مما أصاب فأوجعا

لقد كفّن المنهال تحت ثيابه‌

فتى غير مبطان العشيات أروعا

حتّى بلغ إلى قوله:

و كنا كندماني جذيمة حقبة

من الدهر حتّى قيل لن يتصدّعا [4]

فلما تفرّقنا كأنّي و مالكا

لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

فقال عمر: هذا و اللّه التأبين، و لوددت أنّي أحسن الشّعر فأرثى أخي زيدا بمثل ما رثيت به أخاك. فقال متمم:

لو أنّ أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته- و كان قتل باليمامة شهيدا، و أمير الجيش خالد بن الوليد- فقال عمر: ما عزّاني أحد عن أخي بمثل ما عزّاني به متمم.

قال: و كان عمر يقول: ما هبت الصّبا من نحو اليمامة إلّا خيّل إليّ أنّى أشم ريح أخي زيد [5].


[1] ها «بتأبين هالك» ما دهري كذا، و ما دهري بكذا، أي ما هو همي و إرادتي. التأبين: مدح الميت. جزع بالخفض عطف على تأبين للفظه، و بالنصب عليه لمحله على أن الباء زائدة.

[2] كذا في ط. ها، مب «محمد بن عمران العبدي» سائر النسخ «أحمد بن عمران العبدي».

[3] ها «متنكب قوسه».

[4] لن يتصدعا: لن يتفرقا.

[5] الخبر في «الكامل» و ابن سلام و ابن قتيبة في «الشعراء» 297 برواية أخرى.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست