responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 197

خطب أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم، بنت عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر، إلى أخيها معمر بن عبد اللّه، فزوّجه إياها، فقال الأحوص أبياتا و قال لفتى من بني عمرو بن عوف: أنشدها معمر بن عبد اللّه في مجلسه و لك هذه الجبّة. فقال الفتى: نعم. فجاءه و هو في مجلسه فقال:

يا معمر يا ابن زيد حين تنكحها

و تستبدّ بأمر الغيّ و الرشد

فقال: كان ذلك الرجل غائبا. فقال الفتى:

أ ما تذكّرت صيفيّا فتحفظه‌

أو عاصما أو قتيل الشّعب من أحد

/ قال: ما فعلت و لا تذكّرت. فقال الفتى:

أ كنت تجهل حزما حين تنكحها

أم خفت، لا زلت فيها جائع الكبد

قال معمر: لم أجهل حزما. فقال الفتى:

أبعد صهر بني الخطّاب تجعلهم‌

صهرا و بعد بني العوّام من أسد

فقال معمر: قد كان ذلك. فقال الفتى:

هبها سليلة خيل غير مقرفة

مظلومة حبست للعير في الجدد [1]

قال: نعم أعانها اللّه و صبّرها. فقال الفتى:

فكلّ ما نالنا من عار منكحها

شوى إذا فارقته و هي لم تلد

قال: نعم إلى اللّه عز و جل في ذلك الرغبة.

قال الزبير: أمّا قوله «صهر بني الخطاب» فإنّ جميلة بنت أبي الأقلح كانت عند عمر بن الخطاب، فولدت له عاصم بن عمرو. و أمّا «صهر بني العوام» فإنّ نهيسة بنت النعمان بن عبد اللّه بن أبي عقبة، كانت عند يحيى بن حمزة بن عبد اللّه بن الزبير، فولدت له أبا بكر و محمدا.

كراهية أم جعفر لأصوات من الغناء القديم و من بينها شعر للأحوص‌

أخبرني الحرمي بن أبي العلاء، قال: حدّثنا الزبير قال: حدّثني مصعب قال: قال الهدير: كرهت أمّ جعفر أصواتا من الغناء القديم، فأرسلت لها رسولا يلقيها في البحر، ثم غنتها جارية بعد ذلك:

سلام اللّه يا مطر عليها

و ليس عليك يا مطر السلام‌

/ فقالت: هذا أرسلوا به رسولا مفردا إلى دهلك [2] ليلقيه في البحر خاصّة. قال: و الذي حمل أمّ جعفر على هذا التطير على ابنها محمد بن الأمين من هذه الأصوات، أيام محاربته المأمون فمنها قوله:


[1] المقرف: ما يداني الهجنة، أي أمه عربية لا أبوه، لأن الإقراف من قبل الفحل، و الهجنة من الكلام ما يعيبك. ابن منظور. «لسان العرب» (15/ 42) مادة (هجن) طبعة دار إحياء التراث العربي.

[2] دهلك: جزيرة بين اليمن و الحبشة ضيقة حارة، كان بنو أميّة إذا سخطوا على أحد نفوه إليها.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست