responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 153

ثم أكبّ على بني مازن و هم غارّون [1] فقتلهم، و قال في ذلك شعرا:

خذوا حققا مخطّمة صفايا

و كيدي يا مخزّم أن أكيدا [2]

قتلتم سادتي و تركتموني‌

على أكتافكم عبئا جديدا [3]

[فمن يأبى من الأقوام نصرا

و يتركنا فإنّا لن نريدا

و أرادت بنو مازن أن تردّ عليهم الدية لما آذنهم بحرب، فأبى عمرو، و كانت بنو مازن من أعداء مذحج، و كان عبد اللّه أخا كبشة لأبيها و أمّها دون عمرو، و كان عمرو قد همّ بالكف عنهم حين قتل من قتل منهم، فركبت كبشة في نساء من قومها و تركت عمرا أخاها و عيّرته فأحمته، فأكبّ عليهم أيضا بالقتل، فلما أكثر فيهم القتل تفرّقوا، فلحقت بنو مازن بصاحبهم بتميم، و لحقت ناشرة بني أسد، و هم رهط الصقعب بن الصحصح، و لحقت فالج بسليم بن منصور. و فالج و ناشرة ابنا أنمار بن مازن بن ربيعة بن منبّه بن صعب بن سعد العشيرة، و أمّهما هند بنت عدس بن زيد بن عبد اللّه بن دارم. فقال كابية بن حرقوص بن مازن:

/

يا ليلتي ما ليلتي بالبلدة

ردّت عليّ نجومها فارتدت‌

من كان أسرع في تفرّق فالج‌

فلبونه جربت معا و أغدّت‌

هلّا كناشرة الذي ضيّعتم‌

كالغصن في غلوائه المتنبت‌] [4]

و قال عمرو في ذلك:

تمنّت مازن جهلا خلاطي‌

فذاقت مازن طعم الخلاط

أطلت فراطكم عاما فعاما

و دين المذحجيّ إلى فراط [5]

أطلت فراطكم حتّى إذا ما

قتلت سراتكم كانت قطاط [6]

غدرتم غدرة و غدرت أخرى‌

فما إن بيننا أبدا يعاط [7]

غناء إحدى الجواري ببيت من شعره‌

أخبرني الحسين بن يحيى قال: قال حماد: قرأت على أبي قال المدائني:

حدّثني رجل من قريش قال: كنا عند فلان القرشيّ فجاءه رجل بجارية فغنته:

باللّه يا ظبي بني الحارث‌

هل من وفى بالعهد كالناكث‌


[1] غارون: في غرة و غفلة.

[2] الحقق، بضمتين: جمع حق و حقة بالكسر فيهما، و هو من الإبل ما استكمل الثالثة و دخل في الرابعة. و في «الأصول» ما عدا مط، مب «حقا» و فيها ما عدا مب «ما أكيدا».

[3] كذا في ها، مب. و في سائر النسخ «سادتي عرضا فإني على أكتافكم عث».

[4] التكملة من ها، مب.

[5] أي أطلت إمهالكم و التأني بكم إلى أن قتلتكم.

[6] قطاط، بوزن قطام، أي حسبي. و في «اللسان» (قطط) «قالت قطاط».

[7] يعاط: زجر في الحرب، و هي كلمة ينذر بها الرقيب أهله إذا رأى جيشا. يقول: ليس بيننا إنذار، إنما نفاجأ بالحرب مفاجأة. و في «الأصول»: «تعاطى».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست