responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 140

إلى سعيد فيه، فقال: إنّه للسبيل. فقال: خمسون سيفا قاطعا أغنى من سيف واحد. فأعطاهم خمسين ألف درهم و أخذه.

حديث إسلام عمرو بن معديكرب:

و ذكر ابن النطّاح أنّ المدائني حكى عن أبي اليقظان عن جويرية بن أسماء قال: أقبل النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم من غزاة تبوك يريد المدينة، فأدركه عمرو بن معديكرب الزّبيدي في رجال من زبيد، فتقدم عمرو ليلحق برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأمسك حتّى أوذن به، فلما تقدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يسير قال: حيّاك اللّه إلهك، أبيت اللعن! فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ لعنة اللّه و ملائكته و الناس أجمعين على الذين لا يؤمنون باللّه و لا باليوم الآخر. فآمن باللّه يؤمنك يوم الفزع الأكبر». فقال عمرو بن معديكرب: و ما الفزع الأكبر؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّه فزع ليس كما تحسب و تظنّ، إنّه يصاح بالناس صيحة لا يبقى حيّ إلّا مات، إلا ما شاء اللّه من ذلك، ثم يصاح بالناس صيحة لا يبقى ميّت إلا نشر، ثم تلجّ تلك الأرض بدويّ تنهّد منه الأرض، و تخرّ منه الجبال، و تنشق السماء انشقاق القبطية الجديد [1] ما شاء اللّه في ذلك، ثم تبرز النار فينظر إليها حمراء مظلمة قد صار لها لسان في السماء، ترمي بمثل رءوس الجبال من شرر النار، فلا يبقى ذو روح إلّا انخلع قلبه، و ذكر ذنبه. أين أنت يا عمرو» قال: إنّي أسمع أمرا عظيما! فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «يا عمرو أسلم/ تسلم». فأسلم و بايع لقومه على الإسلام، و ذلك منصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من غزاة تبوك، و كانت في رجب من سنة تسع [2].

ضخامة بدنة:

و قال أبو هارون السّكسكي البصريّ: حدّثني أبو عمرو المدينيّ أنّ عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كان إذا نظر إلى عمرو قال: «الحمد للّه الذي خلقنا و خلق عمرا!» تعجّبا من عظم خلقه.

أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدّثنا عمر بن شبّة عن خالد بن خداش عن أبي نميلة قال:

أخبرني رميح عن أبيه قال:

رأيت عمرو بن معديكرب في خلافة معاوية شيخا أعظم ما يكون من الرجال، أجشّ الصوت، إذا التفت التفت بجميع جسده. و هذا خطأ من/ الرواية.

موته و قبره:

و الصحيح أنّه مات في آخر خلافة عمر رضي اللّه عنه، و دفن بروذة [3] بين قمّ و الريّ. و من الناس من يقول إنّه قتل في وقعة نهاوند، قبره في ظاهرها موضع يعرف بقبديشجان [4]، و أنّه دفن هناك يومئذ هو و النعمان بن مقرّن.


[1] القبطية: ثياب مصرية رقيقة بيضاء. الحديد: المجدودة، أي المقطوعة.

[2] أسلم عمرو ثم ارتدّ ثم عاود الإسلام بعد أن أسر. «الإصابة» 5965.

[3] روذة، بضم أوله، كما في ياقوت.

[4] كذا في أ. و هي في ط، مب مهملة النقط، و في ح «بفيديشخان» و في مط «بقيدسيحان» و في ها «بفنديسجان» و في سائر النسخ:

«بقيديشخان».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست