يريد، فإن قتل كفيت
مئونته، و إن ظهر فهو لك. فألقى إليه سلاحه فركب، ثم رمى خثعم بنفسه حتى خرج من
بين أظهرهم، ثم كرّ عليهم و فعل ذلك مرارا، و حملت عليهم بنو زبيد فانهزمت خثعم و
قهروا، فقيل له يومئذ: فارس زبيد.
وفود عمرو بن معديكرب
على الرسول الكريم:
قال أبو عمرو الشيباني:
كان من حديث عمرو بن معديكرب بن ربيعة بن عبد اللّه بن زبيد بن منبه [بن سلمة بن
مازن بن ربيعة بن منبّه] [1] بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك- و هو مذحج- بن أدد
بن زيد بن يشجب بن عريب [2] بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان،
أنّه قال لقيس بن مكشوح المراديّ، و هو ابن أخت عمرو، حين انتهى إليهم أمر رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: يا قيس، إنّك سيّد قومك، و قد ذكر لنا أنّ رجلا من
قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز، يقال له نبيّ، فانطلق بنا حتّى نعلم علمه، و
بادر [فروة] [3] لا يغلبك على الأمر. فأبى قيس ذلك و سفّه رأيه و عصاه، فركب عمرو
متوجّها إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم و قال: خالفتني يا قيس! و قال عمرو في
ذلك:
قال أبو عبيدة: حدّثنا غير
واحد من مذحج قالوا: قدم علينا وفد مذحج، مع فروة بن مسيك المراديّ، على النبيّ
صلّى اللّه عليه و سلّم، فأسلموا و بعث فروة صدقات من أسلم منهم و قال له: ادع
الناس و تألّفهم، فإذا وجدت الغفلة فاهتبلها و اغز.
قال أبو عمرو الشيباني: و
إنّما رحل فروة مفارقا لملوك كندة مباعدا لهم، إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
سلّم، و قد كانت قبل الإسلام بين مراد و همدان وقعة أصابت فيها همدان من مراد حتّى
أثخنوهم، في يوم يقال له يوم الرّزم [7]، و كان الذي قاد همدان إلى مراد الأجدع بن
مالك بن حريم [8] الشاعر الهمداني بن مسروق بن الأجدع، ففضحهم يومئذ، و في ذلك
يقول فروة بن مسيك المرادي: