responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 136

لم أر مثله قطّ. قال: ويلك ما تقول! قال: و اللّه ما أراك ترتحل حتّى ترى نواصي الخيل. قال: فو اللّه لقد أجمعنا الكرة لنستأصل شأفتهم [1]. قال: فإنّي أنهاك عن ذلك، فو اللّه لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتا من شعر.

قال: و ما ذا قلت؟ قال قلت:

كادت تهدّ من الأصوات راحلتي‌

إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل [2]

فظلت عدّوا أظنّ الأرض مائلة

لمّا سموا برئيس غير مخذول‌

فقلت ويل بن حرب من لقائكم‌

إذا تغطمطت البطحاء بالجيل [3]

/ إنّي نذير لأهل السّيل ضاحية

لكلّ ذي إربة منهم و معقول [4]

من جيش أحمد لا وخش تنابلة

و ليس يوصف ما أنذرت بالقيل [5]

/ قال: فثنى ذلك أبا سفيان و من معه، و مرّ به ركب من عبد القيس فقال: أين تريدون؟ قالوا: نريد المدينة.

قال: فلم؟ قالوا: نريد الميرة. قال: فهل أنتم مبلغون عنّي محمدا رسالة أرسلكم بها إليه، و أحمّل لكم إبلكم هذه غدا زبيبا بعكاظ إذا وافيتموها؟ قالوا: نعم. قال: فإذا جئتموه فأخبروه أن قد أجمعنا السّير إليه و إلى أصحابه، لنستأصل شأفتهم. فمرّ الركب برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبروه بالذي قال أبو سفيان، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه: «حسبنا اللّه و نعم الوكيل».

صوت‌

أ من ريحانة الداعي السّميع‌

يؤرّقني و أصحابي هجوع‌

براني حبّ من لا أستطيع‌

و من هو للذي أهوى منوع‌

إذا لم تستطع شيئا فدعه‌

و جاوزه إلى ما تستطيع‌

الشعر لعمرو بن معديكرب الزبيدي، و الغناء للهذلي، ثقيل أوّل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى، من رواية إسحاق. و فيه ثقيل أوّل على مذهب إسحاق من رواية عمرو بن بانة. و فيه لابن سريج رمل بالوسطى من رواية حمّاد عن أبيه.


[1] الطبري (3: 29) «لنستأصل بقيتهم».

[2] تهد: يبلغ منها و تكسر. و الجرد: جمع أجرد، و هو الفرس القصير الشعر. و الأبابيل: الجماعات. و قوله «سالت الأرض» هو من قوله:

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا

و سالت بأعناق المطي الأباطح‌

[3] تغطمطت: اضطربت. و الجيل: الأمة، و كل صنف من الناس.

[4] السيل: اسم من أسماء مكة، عن نصر. ما عدا ط، ا، مب «السيل» و في الطبري «البسل» ضاحية، أي علانية. المعقول:

العقل.

[5] الوخش: رذالة الناس و صغارهم. ما عدا ط، 1 «وحش» صوابه في سائر النسخ و الطبري. و التنبل: القصير.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست