responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 124

كانت أمّ سمرة تحت مريّ بن سنان بن ثعلبة [1]. عمّ أبي سعيد الخدري، و كان ربيبه [2]، فلما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى أحد و عرض أصحابه فردّ من استصغر، ردّ سمرة بن جندب، و أجاز رافع بن خديج، فقال سمرة لربيبه مريّ بن سنان: أجاز رافعا و ردّني و أنا أصرعه! فقال يا رسول اللّه: رددت ابني و أجزت رافع بن خديج و ابني يصرعه؟ فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم لرافع و سمرة: اصطرعا. فصرع سمرة رافعا، فأجازه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فشهدها مع المسلمين، و كان دليل النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم أبو خيثمة الحارثي.

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق‌

و مضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى سلك في حرّة بني حارثة، فذبّ فرس بذنبه فأصاب كلّاب سيف [3] فاستلّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم- و كان يحبّ الفأل و لا يعتاف- لصاحب السيف: «شم سيفك فإنّي أرى السيوف ستستلّ اليوم»! ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لأصحابه: «من رجل يخرج بنا على القوم من كثب من طريق لا يمرّ بنا عليهم؟»، فقال أبو خيثمة، أخو بني حارثة بن الحارث: أنا يا رسول اللّه. فقدّمه فنفذ به في حرة بني حارثة و بين أموالهم، حتّى سلك به في مال المربع [4] بن قيظيّ، و كان رجلا منافقا ضرير البصر، فلما سمع حسّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و من معه من المسلمين قام يحثي التراب في وجوههم و يقول: إن كنت رسول اللّه فلا أحلّ [5] لك أن تدخل حائطي. قال: و قد ذكر لي أنّه أخذ حفنة من تراب في يده ثم قال: لو أنّي أعلم أنّي لا أصيب بها غيرك لضربت بها وجهك! فابتدره القوم ليقتلوه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لا تفعلوا فهذا/ الأعمى البصر الأعمى القلب!» و قد بدر إليه سعد بن زيد أخو بني عبد الأشهل حين نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عنه، فضربه بالقوس في رأسه فشجّه، و مضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على وجهه حتّى نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي إلى الجبل، فجعل ظهره و عسكره إلى أحد، و قال: لا يقاتلن أحد أحدا حتى نأمره بالقتال. و قد سرّحت قريش الظّهر و الكراع [6]/ في زروع كانت بالصّمعة [7] من قناة للمسلمين، فقال رجل من المسلمين حين نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن القتال: أ ترعى زروع بني قيلة و لمّا نضارب! و تعبّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو في سبعمائة رجل، و تعبأت قريش و هم ثلاثة آلاف، و معهم مائتا فارس قد جنبوا خيولهم، فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد و على ميسرتها عكرمة بن أبي جهل، و أمّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على الرماة [8] عبد اللّه بن جبير [9] أخا بني عمرو بن عوف، و هو يومئذ معلم بثياب بيض، و الرماة خمسون رجلا، و قال: انضح عنا الخيل بالنّبل لا يأتونا


[1] مري، بالتصغير، كما في «الإصابة» 7912. و فيها «مري بن سنان بن عبيد بن ثعلبة».

[2] الربيب: ابن امرأة الرجل من غيره، و زوج الأم أيضا.

[3] في الأصول «سيفه» و الصواب من «السيرة» و «اللسان» (كلب) و «تاريخ الطبري» (3: 13). و كلاب السيف، بوزن رمان: الحلقة أو المسمار الذي في قائم السيف تكون فيه علاقته.

[4] في «السيرة»: «لمربع».

[5] ما عدا ط، ح، ها، مط، مب «فلا يحل».

[6] الظهر: الإبل. و الكراع: الخيل.

[7] كذا في جميع النسخ بالعين المهملة. و في «معجم البلدان» و «تاريخ الطبري» (3: 13) بالغين المعجمة. و في «السيرة»: «بالصبغة».

و في «الروض الأنف» «بالسبخة».

[8] التكملة من ط، مب و «السيرة».

[9] ط فقط «عبد اللّه بن أبي جبير».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست