فانحرها على قبره. فقال
حسان: ليتك وجدتني ميّتا ففعلت ذلك بي؟
أخبرني الحرمي بن أبي
العلاء قال: حدّثنا الزبير قال: لي عبد الرحمن بن عبد اللّه الزبيري: قال الرسول
الذي بعث به إلى جبلة. ثم ذكر قصته مع الجارية التي جاءت بالجامين و الطائر الذي
تمعّك فيهما، و ذكر قول حسان:
إن ابن جفنة من بقية
معشر
و لم يذكر غير ذلك. هكذا
روى أبو عمرو في هذا الخبر.
رسول معاوية إلى ملك
الروم و لقاؤه لجبلة:
و قد أخبرني به أحمد بن
عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال: قال عبد اللّه بن مسعدة الفزاريّ:
وجّهني معاوية إلى ملك
الروم، فدخلت عليه، فإذا عنده رجل على سرير من ذهب دون مجلسه، فكلّمني بالعربية
فقلت: من أنت يا عبد اللّه؟ قال: أنا رجل غلب عليه الشّقاء، أنا جبلة بن الأيهم،
إذا صرت إلى منزلي فألقني. فلما انصرف و انصرفت أتيته في داره فألفيته على شرابه،
و عنده قينتان تغنّيانه بشعر حسّان بن ثابت:
/ و ذكر الأبيات. فلما فرغتا من غنائهما أقبل عليّ ثم
قال: ما فعل حسّان بن ثابت؟ قلت: شيخ كبير قد عمي. فدعا بألف دينار فدفعها إليّ، و
أمرني أن أدفعها إليه ثم قال: أ ترى صاحبك يفي لي إن خرجت إليه؟ قال:
قلت قل ما شئت أعرضه عليه.
قال: يعطيني الثنيّة [2] فإنها كانت منازلنا، و عشرين قرية من الغوطة منها داريّا
و سكّاء، و يفرض لجماعتنا و يحسن جوائزنا. قال: قلت أبلغه. فلما قدمت على معاوية
قال: وددت أنّك أجبته إلى ما سأل فأجزته له. و كتب إليه معاوية يعطيه ذلك، فوجده
قد مات.
قال: و قدمت المدينة فدخلت
مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلقيت حسان فقلت: يا أبا الوليد، صديقك
جبلة يقرأ عليك السلام. فقال: هات ما معك. قلت: و ما علمك أنّ معي شيئا، قال: ما
أرسل إليّ بالسلام قطّ إلّا و معه شيء. قال: فدفعت إليه المال.
حديث حسّان مع رسول
جبلة:
أخبرني إبراهيم بن محمد بن
أيوب قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلم قال: حدّثني عبد الرحمن ابن أخي الأصمعيّ عن
عمه، عن أهل المدينة قالوا: