responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 10

وفاته و كثرة من شيع جنازته‌

قال الزبير في رواية الطوسي: حدّثني مصعب بن عثمان و عمي مصعب قالا:

كان جماعة من قريش منتحين عن المدينة، فصدر عن المدينة بدويّ فسألوه: هل كان للمدينة خبر؟ قال: نعم مات أبو الناس. قالوا: و أنّى ذلك؟ قال: شهده أهل المدينة جميعا؛ و بكي عليه من كلّ دار. فقال القوم: هذا جعفر بن الزبير، فجاءهم الخبر بعد أنّ جعفر بن الزّبير مات.

شعره في زواج الحجاج ببنت عبد اللّه بن جعفر:

أخبرني عمي قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال: حدّثني إبراهيم بن معاوية عن أبي محمد الأنصاريّ، عن عروة بن هشام بن عروة عن أبيه؛ قال:

لمّا تزوّج الحجّاج و هو أمير المدينة بنت عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، أتى رجل سعيد بن المسيّب فذكر له ذلك، فقال: إني لأرجو أن لا يجمع اللّه بينهما، و لقد دعا داع بذلك فابتهل، و عسى اللّه، فإن أباها لم يزوّج إلا الدراهم. فلما بلغ ذلك عبد الملك بن مروان أبرد البريد إلى الحجاج، و كتب إليه يغلظ له و يقصّر به، و يذكر تجاوزه قدره، و يقسم باللّه لئن هو مسّها ليقطعن أحبّ أعضائه إليه، و يأمره بتسويغ أبيها المهر [1]، و بتعجيل فراقها.

ففعل، فما بقي أحد فيه خير إلا سرّه ذلك.

و قال جعفر بن الزبير و كان شاعرا في هذه القصة:

وجدت أمير المؤمنين ابن يوسف‌

حميّا من الأمر الذي جئت تنكف [2]

و نبّئت أن قد قال لمّا نكحتها

و جاءت به رسل تخب و توجف [3]

ستعلم أنّي قد أنفت لما جرى‌

و مثلك منه عمرك اللّه يؤنف‌

و لو لا انتكاس الدهر ما نال مثلها

رجاؤك إذ لم يرج ذلك يوسف‌

أبنت المصفّى ذي الجناحين تبتغي‌

لقد رمت خطبا قدره ليس يوصف [4]


[1] التسويغ: الإعطاء.

[2] ابن يوسف، أراد بابن يوسف، يعني الحجاج. و الحمى: الذي أخذته الحمية، و هي الأنفة و الغيرة. و يقال نكف عن الأمر: عدل.

[3] الخبب و الإيجاف: ضربان من السير السريع.

[4] ذو الجناحين: جعفر بن أبي طالب. كان قد حمل لواء المسلمين في يوم مؤتة بيمينه فقطعت، ثم بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه فقتل و خرّ شهيدا، فيقولون: إنه عوض من يديه جناحين يطير بهما في الجنة. «الإصابة» 1162.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست