responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 479

و أعرض عما ساءه و كأنما

يقاد إلى ما ساءني بدليل‌

مجاملة منّي و إكرام غيره‌

بلا حسن منه و لا بجميل‌

و لو شئت لو لا الحلم جدّعت أنفه‌

بإيعاب جدع بادى‌ء و عليل [1]

حفاظا على أحلام قوم رزئتهم‌

رزان يزينون الندىّ كهول‌

/ و قال في أخيه عبد ربّه:

أخي يسرّ الشّحناء يضمرها

حتى ورى جوفه من غمره الداء [2]

حرّان ذو غصّة جرّعت غصّته‌

و قد تعرّض دون الغصة الماء

حتى إذا ما أساغ الريق أنزلني‌

منه كما ينزل الأعداء أعداء

أسعى فيكفر سعي ما سعيت له‌

إني كذاك من الإخوان لقّاء

و كم يد و يد لي عنده و يد

يعدّهن تراب و هي آلاء

فأمّا تمام القصيدة التي نسبت إلى طرفة فأنا أذكر منها مختارها ليعلم أنّ مرذول/ كلام طرفة فوقه:

تصافح من لاقيت لي ذا عداوة

صفاحا و عنّي بين عينيك منزوي [3]

أراك إذا لم أهو أمرا هويته‌

و لست لما أهوى من الأمر بالهوي‌

أراك اجتويت الخير مني و أجتوي‌

أذاك، فكلّ يجتوي قرب مجتوي [4]

فليت كفافا كان خيرك كلّه‌

و شرّك عني ما ارتوى الماء مرتوي [5]

عدوّك يخشى صولتي إن لقيته‌

و أنت عدوّي، ليس ذاك بمستوي‌

و كم موطن لولاي صحت كما هوى‌

بأجرامه من قلّة النّيق منهوي [6]

/ إذا ما ابتنى المجد ابن عمك لم تعن‌

و قلت ألا يا ليت بنيانه خوي [7]

كأنك إن نال ابن عمّك مغنما

شج أو عميد أو أخو غلّة لوي [8]

و ما برحت نفس حسود حشيتها

تذيبك حتى قيل هل أنت مكتوي [9]


[1] جدعت: قطعت. و أوعبه إيعابا: استوعبه.

[2] يقال: ورى القيح جوفه: أفسده. الغمر: الحقد و الغل.

[3] بين، مرفوع بالابتداء، و منزوي خبره (و انظر «الخزانة» 1: 497).

[4] اجتواه: كرهه.

[5] الكفاف: الذي لا يفضل عن الشي‌ء و يكون بقدر الحاجة إليه، و هو خبر مقدّم لكان و اسم ليت محذوف أو ضمير الشأن.

[6] طاح يطيح و يطوح: هلك. هوى و انهوى: سقط. أجرام: جمع جرم و هو الجسم. القلة: أعلى الجبل. النيق: أرفع موضع في الجبل.

[7] خوى المنزل: خلا من أهله.

[8] شج: حزين. العميد: المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يعمد من جوانبه بالوسائد (أي يقام). لوى: أصابه اللوي؛ و هو وجع في الجوف، و الغلة: حرارة الجوف.

[9] يقال حشي الرجل بنفسه و حشيها، (بالبناء للمجهول) من حشا الوسادة إذا ملأها.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست