responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 463

فاخر عقيل بن علّفة شبيب بن البرصاء فقال شبيب يهجوه، و يعيّر برجل من طي‌ء كان يأتي أمه عمرة بنت الحارث يقال له حيّان، و يهجو غيظ بن مرّة:

ألسنا بفرع قد علمتم دعامة

و رابية تنشقّ عنها سيولها [1]

و قد علمت سعد بن ذبيان أننا

رحاها [2] الذي تأوى إليها و جولها [3]

إذا لم نسسكم في الأمور و لم نكن‌

لحرب عوان لاقح من يئولها [4]

فلستم بأهدى في البلاد من التي‌

تردّد حيرى حين غاب دليلها

دعت جلّ يربوع عقيلا لحادث‌

من الأمر فاستخفى و أعيا عقيلها

فقلت له: هلّا أجبت عشيرة

لطارق ليل حين جاء رسولها!

و كائن لنا من ربوة لا تنالها

مراقيك أو جرثومة لا تطولها

فخرت بأيام لغيرك فخرها

و غرّتها معروفة و حجولها

إذا الناس هابوا سوأة عمدت لها

بنو جابر شبّانها و كهولها

/ فهلّا بني سعد صبحت بغارة

مسوّمة قد طار عنها نسيلها [5]!

فتدرك وترا عند الأم [6] واتر

و تدرك قتلى لم تتمّم عقولها [7]

افتخر عليه عقيل بمصاهرته للملوك فهجاه‌

و قال أبو عمرو: اجتمع عقيل بن علّفة و شبيب بن البرصاء عند يحيى بن الحكم فتكلّما في بعض الأمر، فاستطال عقيل على شبيب بالصّهر الذي بينه و بين بني مروان و كان زوّج ثلاثا من بناته فيهم، فقال شبيب يهجوه:

ألا أبلغ أبا الجرباء عنّي‌

بآيات التباغض و التقالي‌

فلا تذكر أباك العبد و افخر

بأمّ لست مكرمها و خال‌

و هبها مهرة لقحت ببغل‌

فكان جنينها شرّ البغال‌


[1] الفرع (بضم الفاء و سكون الراء المهملة ثم عين مهملة): عدة قرى آهلة على أربعة أيام من المدينة.

[2] رحى القوم: سيدهم الذي يصدرون عن رأيه و ينتهون إلى أمره.

[3] الجول: الصخرة التي في الماء يكون عليها الطيّ فإن زالت تلك الصخرة تهوّر البئر.

[4] حرب عوان: قوتل فيها مرة كأنهم جعلوا الأولى بكرا، و حرب لاقح: من لقحت الناقة إذا حملت فهي لاقح، على التشبيه بالأنثى الحامل التي لا يدرى ما تلد، قال الحرث بن عباد:

لقحت حرب وائل عن حيال‌

و قال الأعشى:

إذا شمرت بالناس شهباء لاقح‌

عوان شديد همزها و أظلت‌

يئولها: يسومها، و «من» خبر «نكن»؛ أي سائسين لها.

[5] الغارة: الخيل المغيرة. مسوّمة: مرسلة و عليها ركبانها، أو معلمة. النسيل: ما سقط من شعر و صوف.

[6] كذا في ط، ف، م، و في س، ب «الم».

[7] العقول: جمع عقل، و هو الدية.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 463
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست