قال هارون بن
محمد بن عبد الملك الزيات حدّثني حماد بن إسحاق عن أبيه عن جدّه إبراهيم الموصلي
قال:
بينا نحن عند
الرشيد أنا و ابن جامع و عمرو و الغزال إذ قال صاحب السّتارة لابن جامع: تغنّ في
شعر عبد اللّه ابن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر، قال: و لم يكن ابن جامع يغني في
شيء منه، و فطنت لما أراد من شعره، و كنت قد تقدّمت فيه، فأرتج على ابن جامع،
فلما رأيت ما حلّ به اندفعت فغنّيت:
/ فإذا يد قد رفعت الستارة، فنظر إليّ و قال:
أحسنت و اللّه! أعد، فأعدته فقال: أحسنت! حتى فعل ذلك ثلاث مرّات، ثم قال لصاحب
الستارة كلاما لم أفهمه، فدعا صاحب الستارة غلاما فكلمه، فمرّ الغلام يسعى فإذا
بدرة دنانير قد جاءت يحملها فرّاش، فوضعت تحت فخذي اليسرى و قيل لي: اجعلها تكأتك
[3]، قال: فلما انصرفنا قال لي ابن جامع: هل كنت وضعت لهذا الشعر غناء قبل هذا
الوقت؟ فقلت: ما شعر قيل في الجاهلية و لا الإسلام يدخل فيه الغناء إلا و قد وضعت
له لحنا خوفا من أن ينزل بي ما نزل بك. فلما كان المجلس الثاني و حضرنا قال صاحب الستارة:
يا بن جامع، تغنّ في شعر عبد اللّه بن معاوية، فوقع في مثل الذي وقع فيه بالأمس،
قال إبراهيم: