responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 431

قال ابن عمار و أخبرنا أيضا ببعض خبره أحمد بن أبي خيثمة عن مصعب الزبيريّ، قال ابن عمار و أخبرني أحمد بن الحارث الخرّاز عن المدائنيّ عن أبي اليقظان و شهاب بن عبد اللّه و غيرهما، قال ابن عمار و حدّثني به سليمان بن أبي شيخ عمن ذكره. قال أبو الفرج الأصبهاني: و نسخت أنا أيضا بعض خبره من كتاب محمد بن علي بن حمزة عن المدائنيّ و غيره فجمعت معاني ما ذكروه في ذلك كراهة الإطالة:

أنّ عبد اللّه بن معاوية قدم الكوفة زائرا لعبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز و مستميحا [1] له، فتزوج بالكوفة بنت الشرقيّ بن عبد المؤمن بن شبث بن ربعيّ الرياحيّ، فلما وقعت العصبية أخرجه أهل الكوفة على بني أمية، و قالوا له: أخرج فأنت أحقّ بهذا الأمر من غيرك، و اجتمعت له جماعة، فلم يشعر به عبد اللّه بن عمر إلا و قد خرج عليه.

قال ابن عمار في خبره: إنه إنما خرج في أيام يزيد بن الوليد، ظهر بالكوفة و دعا إلى الرضا من آل محمد صلّى اللّه عليه و سلّم و لبس الصوف و أظهر سيمى الخير، فاجتمع إليه و بايعه بعض أهل الكوفة، و لم يبايعه كلّهم و قالوا: ما فينا بقيّة قد قتل جمهورنا مع أهل هذا البيت، و أشاروا عليه بقصد فارس و بلاد المشرق فقبل ذلك، و جمع جموعا من النواحي، و خرج معه عبد اللّه بن العباس التميميّ. قال محمد بن عليّ بن حمزة عن سليمان بن أبي شيخ عن محمد بن الحكم عن عوانة: إن ابن معاوية قبل قصده المشرق ظهر بالكوفة و دعا إلى نفسه، و على الكوفة يومئذ عامل ليزيد الناقص يقال له عبد اللّه بن عمر، فخرج إلى ظهر الكوفة مما يلي الحرّة، فقاتل ابن معاوية قتالا شديدا. قال محمد بن عليّ ابن حمزة عن المدائنيّ عن عامر بن حفص، و أخبرني به ابن عمار/ عن أحمد بن الحارث عن المدائنيّ: أن ابن عمر هذا دسّ إلى رجل من أصحاب ابن معاوية من وعده عنه مواعيد على أن ينهزم عنه/ و ينهزم الناس بهزيمته، فبلغ ذلك ابن معاوية، فذكره لأصحابه و قال: إذا انهزم ابن حمزة فلا يهولنكم، فلما التقوا انهزم ابن حمزة و انهزم الناس معه فلم يبق غير ابن معاوية، فجعل يقاتل وحده و يقول:

تفرّقت الظباء على خداش‌

فما يدري خداش ما يصيد

ثم ولى وجهه منهزما فنجا، و جعل يجمع من الأطراف و النواحي من أجابه، حتى صار في عدّة، فغلب على ماه الكوفة [2] و ماه البصرة و همذان و قمّ و الرّيّ و قومس و أصبهان و فارس، و أقام هو بأصبهان. قال: و كان الذي أخذ له البيعة بفارس محارب بن موسى مولى بني يشكر، فدخل دار الإمارة بنعل و رداء و اجتمع الناس إليه، فأخذهم بالبيعة؛ فقالوا: علام نبايع؟ فقال: على ما أحببتم و كرهتم، فبايعوا على ذلك.

و كتب عبد اللّه بن معاوية فيما ذكر محمد بن عليّ بن حمزة عن عبد اللّه بن محمد بن إسماعيل الجعفريّ عن أبيه عن عبد العزيز بن عمران عن محمد بن جعفر بن الوليد مولى أبي هريرة و محرز بن جعفر: أن عبد اللّه بن معاوية كتب إلى الأمصار يدعو إلى نفسه لا إلى الرضا من آل محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: و استعمل أخاه الحسن على إصطخر، و أخاه يزيد على شيراز، و أخاه عليا على كرمان، و أخاه صالحا على قم و نواحيها، و قصدته بنو هاشم جميعا منهم السّفاح و المنصور و عيسى بن عليّ. و قال ابن أبي خيثمة عن مصعب: و قصده وجوه قريش من بني أمية و غيرهم، فممّن قصده من بني أمية سليمان بن هشام بن عبد الملك و عمر بن سهيل بن عبد العزيز بن مروان، فمن أراد منهم عملا قلّده، و من أراد منهم صلة وصله.


[1] استماحه: سأله العطاء.

[2] يراد بماه البقرة، نهاوند و بماه الكوفة الدينور «معجم البلدان» (نهاوند).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 431
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست