حتّى سكن غضب
عبد الملك، و كلّمته القيسية في أن يؤمنه، فلان و تلكأ، فقيل له: إنا و اللّه لا
نأمنه على المسلمين إن طال مقامه بالروم؛ فأمّنه، فأقبل فلما قدم على عبد الملك
لقيه الأخطل فقال له الجحاف:
حمله الوليد
دية قتلى البشر فاستطاع أن يأخذها من الحجاج
فقال عبد الملك
حين أنشده هذا: فإلى أين يا ابن النّصرانية؟ قال: إلى النار قال: أولى لك لو قلت
غيرها! قال: و رأى عبد الملك أنه إن تركهم على حالهم لم يحكم الأمر، فأمر الوليد
بن عبد الملك، فحمل الدماء التي كانت قبل ذلك بين قيس و تغلب، و ضمّن الجحّاف قتلى
البشر، و ألزمه إياها عقوبة له، فأدّى الوليد الحمالات، و لم يكن عند الجحاف ما
حمّل، فلحق بالحجّاج بالعراق يسأله ما حمّل لأنه من هوازن، فسأل الإذن على الحجاج،
فمنعه. فلقي أسماء بن خارجة؛ فعصب حاجته به فقال: إني لا أقدر لك على منفعة، قد
علم الأمير بمكانك و أبى
[1]
المقربات من الخيل: التي ضمرت للركوب فهي قريبة معدّة. و الصلادم: جمع صلدم، كزبرج
و هو الفرس الصلب الشديد.