هو الجحّاف بن
حكيم بن عاصم بن قيس بن سباع بن خزاعيّ بن محاربيّ [1] بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة
بن بهثة بن سليم بن منصور.
قصته يوم
البشر و سبب ذلك
و كان السبب في
ذلك فيما أخبرنا به محمد بن/ العباس اليزيدي و عليّ بن سليمان الأخفش قالا حدّثنا
أبو سعيد السكريّ عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي، و أخبرنا إبراهيم بن أيوب عن
ابن قتيبة، و أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ و حبيب بن نصر المهلّبي قالا
حدّثنا عمر بن شبّة، و قد جمعت روايتهم. و أكثر اللفظ في الخبر لابن حبيب:
أن عمير بن
الحباب لما قتلته بنو تغلب بالحشّاك- و هو إلى جانب الثّرثار، و هو قريب من تكريت-
أتى تميم ابن الحباب أخوه زفر بن الحارث فأخبره بمقتل عمير، و سأله الطلب له
بثأره، فكره ذلك زفر، فسار تميم بن الحباب بمن تبعه [2] من قيس، و تابعه على ذلك
مسلم بن أبي ربيعة العقيلي. فلما توجهوا نحو بني تغلب لقيهم الهذيل في زراعة لهم؛
فقال: أين تريدون؟ فأخبروه بما كان من زفر، فقال: أمهلوني ألق الشّيخ. فأقاموا و
مضى الهزيل فأتى زفر؛ فقال: ما صنعت! و اللّه لئن ظفر بهذه العصابة إنه لعار عليك،
و لئن ظفروا إنه لأشدّ؛ قال زفر:
فأحبس عليّ
القوم؛ و قام زفر في أصحابه، فحرّضهم، ثم شخص و استخلف عليهم أخاه أوسا، و سار حتى
انتهى إلى الثّرثار فدفنوا أصحابهم، ثم وجّه زفر بن الحرث يزيد بن حمران في خيل،
فأساء إلى بني فدوكس من تغلب، فقتل رجالهم و استباح أموالهم، فلم يبق في ذلك الجوّ
غير امرأة واحدة يقال لها حميدة بنت امرئ القيس عاذت بابن حمران فأعاذها. و بعث
الهذيل إلى بني كعب بن زهير فقتل فيهم قتلا/ ذريعا. و بعث مسلم بن ربيعة إلى ناحية
أخرى فأسرع في القتل. و بلغ ذلك بني تغلب و اليمن، فارتحلوا يريدون عبور دجلة،
فلحقهم زفر بالكحيل- و هو نهر أسفل الموصل مع المغرب- فاقتتلوا قتالا شديدا، و
ترجّل أصحاب زفر أجمعون، و بقي زفر على بغل له، فقتلوهم من ليلتهم، و بقروا ما
وجدوا من النساء. و ذكر أن من غرق في دجلة أكثر ممّن قتل بالسيف، و أنّ الدّم كان
في دجلة قريبا من رمية سهم. فلم يزالوا يقتلون من وجدوا حتى أصبحوا؛ فذكر أن زفر
دخل معهم دجلة و كانت فيه بحّة، فجعل ينادي و لا يسمعه أصحابه، ففقدوا [3] صوته و
حسبوا أن يكون قتل، فتذامروا [4] و قالوا: لئن قتل شيخنا
[1]
في ب، س: «مخازي» و في ط: «محاري»، تحريف، و التصحيح من «المقتضب من جمهرة النسب»
(الورقة 45).