responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 401

شعره [1] أحبّ إليّ من مائة ألف درهم. قال: فقلت: هو ذاك الراكب أمامك [2]، و أنا السائب راويته. قالت: حياك اللّه تعالى. ثم ركضت بغلتها حتى أدركته فقالت: أنت كثيّر؟ قال: مالك ويلك! فقالت: أنت الذي تقول:

إذا حسرت عنه العمامة راعها

جميل المحيّا أغفلته الدواهن‌

و اللّه ما رأيت عربيا قطّ أقبح و لا أحقر و لا ألأم منك. قال: أنت و اللّه أقبح مني و ألأم. قالت له: أ و لست القائل:

/

تراهنّ إلا أن يؤدّين نظرة

بمؤخر عين أو يقلبن معصما

كواظم ما ينطقن إلا محورة

رجيعة قول بعد أن يتفهّما [3]

يحاذرن مني غيرة قد عرفنها

قديما فما يضحكن إلا تبسّما

لعن اللّه من يفرق [4] منك. قال: بل لعنك اللّه. قالت: أ و لست الذي تقول:

إذا ضمريّة عطست فنكها

فإن عطاسها طرف الوداق [5]

قال: من أنت؟ قالت: لا يضرّك أن لم تعرفني و لا من أنا. قال: و اللّه إني لأراك لئيمة الأصل و العشيرة.

قالت: حيّاك اللّه يا أبا صخر! ما كان بالمدينة رجل أحبّ إليّ وجها و لا لقاء منك. قال: لا حياك اللّه، و اللّه ما [6] كان على الأرض أحد أبغض إليّ وجها منك. قالت: أ تعرفني؟ قال: أعرف أنك لئيمة من اللئام. فتعرّفت إليه فإذا هي غاضرة أمّ ولد لبشر بن مروان. قال: و سايرها حتى سندنا [7] في الجبل من قبل زرود [8]. فقالت له: يا أبا صخر، أضمن لك مائة ألف درهم عند بشر بن مروان إن قدمت عليه. قال: أ في سبّك إياي أو سبّي إياك تضمنين لي هذا؟ و اللّه لا أخرج إلى العراق على هذه الحال! فلما قامت تودّعه سفرت، فإذا هي أحسن من رأيت من أهل الدنيا وجها. فأمرت له بعشرة آلاف درهم، فبعد شدّ [9] ما قبلها و أمرت [10] لي بخمسة آلاف درهم. فلما ولّوا قال: يا سائب أين نعنّي أنفسنا إلى عكرمة، انطلق بنا نأكل/ هذه حتى يأتينا الموت. قال: و ذلك قوله لما فارقتنا:

/

شجا أظعان غاضرة الغوادي‌

بغير [11] مشيئة عرضا فؤادي‌


[1] في ج: «شعرا».

[2] في ف: «هو و اللّه ذلك الراكب أمامك».

[3] المحورة: الجواب، يريد أنهن لا ينطقن إلا بعد أن يسألن.

[4] يفرق: يخاف.

[5] الوداق في كل ذات حافر: الغلمة.

[6] كذا في ف و في سائر النسخ: «و لكن ما».

[7] سندنا: علونا.

[8] زرود: اسم جبل.

[9] في ب، س، ج: «سير ما».

[10] في ف: «له».

[11] في ط: «بغير مشية» بالتسهيل. و في ف: حذف الشطر الثاني من البيت.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 401
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست