responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 374

كنت عند إبراهيم بن المهديّ، و قد اصطبحنا [1] و عنده عمرو بن بانة، و عبيد اللّه بن أبي غسان، و محمد بن عمرو الرومي، و عمرو الغزّال، و نحن في أطيب ما كنا عليه إذ غنّى عمرو الغزّال، و كان إبراهيم بن المهدي يستثقله، إلا أنه كان يتخفّف بين يديه و يقصده، و يبلغه عنه تقديم له و عصبيّة، فكان يحتمل ذاك منه، فاندفع عمرو الغزال، فتغنّى في شعر محمد بن أمية:

ما تمّ لي يوم سرور بمن‌

أهواه مذ كنت إلى اللّيل‌

/ أغبط ما كنت بما نلته‌

منه أتتني الرسل بالويل‌

لا و الّذي يعلم كلّ الذي‌

أقول ذي العزّة و الطّول‌

ما رمت مذ كنت لكم سخطة

بالغيب في فعل و لا قول‌

قال: فتطيّر إبراهيم، و وضع القدح من يده، و قال: أعوذ باللّه من شر ما قلت. فو اللّه ما سكت- و أخذنا نتلافى إبراهيم- إذ أتى حاجبه يعدو فقال: مالك [2]؟ فقال: خرج الساعة مسرور من دار أمير المؤمنين حتى دخل إلى جعفر بن يحيى، فلم يلبث أن خرج و رأسه بين يديه و قبض على أبيه و إخوته [3]. فقال إبراهيم: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌ ارفع يا غلام ارفع. فرفع ما كان بين أيدينا، و تفرقنا فما رأيت عمرا بعدها في داره.

كان يستطيب الشراب عند هبوب الجنوب‌

أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدّثني الحسين بن يحيى الكاتب قال حدّثني محمد بن يحيى بن بُسخُنَّر قال:

كنت عند إبراهيم بن المهدي بالرّقّة و قد عزمنا على الشراب و معنا محمد بن أميّة في يوم من حزيران، فلما هممنا بذلك هبّت الجنوب، و تلطّخت السماء بغيم، و تكدّر ذلك اليوم، فترك إبراهيم بن المهدي الشّرب و لحقه صداع، و كان يناله ذلك مع هبوب الجنوب، فافترقنا؛ فقال لي محمّد بن أمية: ما أحبّ إليّ ما كرهتموه من الجنوب! فإن أنشدتك بيتين مليحين في معناهما تساعدني على الشرب اليوم؟ قلت: نعم. فأنشدني:

إنّ الجنوب إذا هبّت وجدت لها

طيبا يذكّرني الفردوس إن نفحا

لمّا أتت بنسيم منك أعرفه‌

شوقا تنفّست و استقبلتها فرحا

فانصرفت معه إلى منزله، و غنّيت في هذين البيتين و شربنا عليهما بقية يومنا.

ما قاله في تفاحة أهدتها إليه خداع‌

وجدت في بعض الكتب بغير إسناد: أهدت جارية يقال لها خداع إلى محمد بن أميّة- و كان يهواها- تفاحة مفلّجة [4] منقوشة مطيّبة حسنة، فكتب إليها محمد:

خداع أهديت لنا خدعة

تفّاحة طيّبة النّشر


[1] اصطبحنا: شربنا الصبوح.

[2] في ف: «ما الخبر».

[3] في ف: «و إخوته و أهله».

[4] مفلجة: مقسمة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست