responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 363

صادفت لمّا خرجت منطلقا

جهم المحيّا كباسل شرس‌

تخال في كفّه مثقّفة

تلمع فيها كشعلة القبس [1]

/ بكفّ حرّان ثائر بدم‌

طلّاب وتر في الموت منغمس‌

إمّا تقارن بك الرماح فلا

أبكيك إلّا للدّلو و المرس [2]

حمدت أمري و لمت أمرك إذ

أمسك جلز السّنان بالنفس [3]

و قد تصلّيت حرّ نارهم‌

كما تصلّى المقرور من قرس [4]

تذبّ عنه كفّ بها رمق‌

طيرا عكوفا كزوّر العرس [5]

عما قليل علون جثّته‌

فهنّ من والغ و منتهس [6]

أخذ دية غلامه ثمن إبله من تغلب و قال شعرا

فلما فرغ أبو زبيد من قصيدته بعثت إليه بنو تغلب بدية غلامه و ما ذهب من إبله، فقال في ذلك:

ألا أبلغ بني عمرو رسولا

فإنّي في مودّتكم نفيس‌

/ هكذا ذكر ابن سلّام في خبره، و القصيدة لا تدلّ على أنها قيلت فيمن أحسن إليه و ودى غلامه و ردّ عليه ماله. و في رواية ابن حبيب:

ألا أبلغ بني نصر بن عمرو

و قوله أيضا فيها:

فما أنا بالضعيف فتظلموني‌

و لا جافي اللقاء و لا خسيس [7]

أفي حقّ مواساتي أخاكم‌

بمالي ثم يظلمني السريس‌

- السريس: الضعيف الذي لا ولد له- و هذا ليس من ذلك الجنس. و لعل ابن سلام و هم.

من المعمرين‌

و أبو زبيد أحد المعمّرين، ذكر ابن الكلبي أنه عمر مائة و خمسين سنة.

أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن ابن الكلبيّ عن أبيه قال: كان طول أبي زبيد ثلاثة عشر شبرا.


[1] مثقفة: ثقف الرمح أي قومه و سواه.

[2] للدلو: أي لملئها. و المرس: جمع مرسة بالتحريك، و هو الحبل.

[3] جلز السنان: الحلقة المستديرة في أسفله.

[4] المقرور: الذي أصابه البرد. و القرس: البرد الشديد.

[5] الزور: جمع الزائر. و العرس: طعام الوليمة.

[6] الوالغ: الشارب بأطراف لسانه.

[7] خسيس: بالرفع عطفا على المحل بجعل ما تميمية، و بالجر عطفا على اللفظ فيكون في البيت إقواه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست