responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 362

مات نديم له في غيبته فرثاه و صب الخمر على قبره‌

أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال:

كان لأبي زبيد نديم يشرب معه بالكوفة، فغاب أبو زبيد غيبة، ثم رجع فأخبر بوفاته، فعدل إلى قبره قبل دخوله منزله، فوقف عليه ثم قال:

يا هاجري إذا جئت زائره‌

ما كان من عاداتك الهجر

يا صاحب القبر السّلام على‌

من حال دون لقائه القبر

ثم انصرف. و كان بعد ذلك يجي‌ء إلى قبره فيشرب عنده و يصبّ الشراب على قبره.

و الأبيات التي فيها الغناء المذكور يقولها في غلام له قتلته تغلب، و كان مجاورا فيهم، فدلّ بهراء على عورتهم و قاتلهم معهم فقتل.

شعره في غلبة تغلب على بهراء و قتل غلامه‌

أخبرني بخبره أبو خليفة قال حدّثني محمد بن سلام. و أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ عن عمه عبيد اللّه عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ قال:

كان أخوال أبي زبيد بني تغلب، و كان يقيم فيهم أكثر أيامه، و كان له غلام يرعى إبله، فغزت بهراء بني تغلب، فمرّوا بغلامه، فدفع إليهم إبل أبي زبيد و قال: انطلقوا أدلّكم على عورة القوم و أقاتل معكم. ففعلوا، و التقوا، فهزمت بهراء و قتل الغلام، فقال أبو زبيد هذه القصيدة و هي:

هل كنت في منظر و مستمع‌

عن نصر بهراء غير ذي فرس‌

تسعى إلى فتية الأراقم و اس

تعجلت قبل الجمان و القبس [1]

في عارض من جبال بهرائها ال

أولى [2] مرين الحروب [3] عن درس [4]

/ فبهرة من لقوا حسبتهم‌

أحلى و أشهى من بارد الدّبس [5]

لا ترة عندهم فتطلبها

و لا هم نهزة لمختلس‌

جود كرام إذا هم ندبوا

غير لئام ضجر و لا كسس [6]

صمت عظام الحلوم إن قعدوا

عن غير عيّ بهم و لا خرس‌

تقود أفراسهم نساؤهم‌

يزجون أجمالهم مع الغلس‌


[1] كذا في أكثر الأصول. و في ط: «الحمار و العبس». و في ف هنا و فيما سيأتي: «الحمار و العلس». و الجمان و القبس: ناقتان. (انظر ص 138 من هذا الجزء).

[2] الأولى: الذين.

[3] كذا في ف. و مرين الحروب: حلبنها، و المراد أنهم تمرسوا بالحرب. و في سائر الأصول: «مرين الحرور».

[4] درس جمع درسة بالضم. كغرفة و غرف، و هي الرياضة.

[5] بهرة، أراد بهراء. الدبس، بالكسر و بكسرتين: عسل التمر و عصارته.

[6] كسس: جمع أكسس، أي ليس فيهم خروج الأسنان السفلى على الحنك الأسفل.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست