كان لأبي زبيد
نديم يشرب معه بالكوفة، فغاب أبو زبيد غيبة، ثم رجع فأخبر بوفاته، فعدل إلى قبره
قبل دخوله منزله، فوقف عليه ثم قال:
يا هاجري إذا جئت زائره
ما كان من عاداتك الهجر
يا صاحب القبر السّلام على
من حال دون لقائه القبر
ثم انصرف. و
كان بعد ذلك يجيء إلى قبره فيشرب عنده و يصبّ الشراب على قبره.
و الأبيات التي
فيها الغناء المذكور يقولها في غلام له قتلته تغلب، و كان مجاورا فيهم، فدلّ بهراء
على عورتهم و قاتلهم معهم فقتل.
شعره في غلبة
تغلب على بهراء و قتل غلامه
أخبرني بخبره
أبو خليفة قال حدّثني محمد بن سلام. و أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ عن عمه عبيد
اللّه عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ قال:
كان أخوال أبي
زبيد بني تغلب، و كان يقيم فيهم أكثر أيامه، و كان له غلام يرعى إبله، فغزت بهراء
بني تغلب، فمرّوا بغلامه، فدفع إليهم إبل أبي زبيد و قال: انطلقوا أدلّكم على عورة
القوم و أقاتل معكم. ففعلوا، و التقوا، فهزمت بهراء و قتل الغلام، فقال أبو زبيد
هذه القصيدة و هي: