ينفرد
الزّبير بروايته دون الباقين. قال سائب: فلمّا أمسك كثيّر أقبل عليه عمر فقال له:
قد أنصتنا لك فاسمع يا مذبوب [1] [إليّ] [2]! أخبرني عن تخيّرك لنفسك لمن تحبّ
حيث تقول:
و قال: تمنّيت
لها و لنفسك الرّقّ و الجرب و الرّمي و الطّرد و المسخ، فأيّ مكروه لم تمنّ لها و لنفسك!
لقد أصابها منك قول القائل: «معاداة عاقل خير من مودّة أحمق». قال؛ فجعل يختلج [4]
جسده كله. ثم أقبل عليه الأحوص فقال: إليّ يا ابن استها [5] أخبرك بخبرك و تعرّضك
للشرّ و عجزك عنه و إهدافك [6] لمن رماك. أخبرني عن قولك:
و اللّه لو
احتفل عليك هاجيك ما زاد على ما بؤت به على نفسك. قال: فخفق كما يخفق الطائر. ثم
أقبل عليه النّصيب فقال: أقبل عليّ يا زبّ الذّباب! فقد تمنّيت معرفة غائب عندي
علمه فيك حيث تقول:
انظر في مرآتك
و اطّلع في جيبك و اعرف صورة وجهك، تعرف ما عندها [لك] [11]. فاضطرب اضطراب
العصفور، و قام القوم يضحكون. و جلست عنده؛ فلمّا هدأ شأوه [12] قال لي: أرضيتك
فيهم؟ فقلت له: أمّا في