الشعر لعمر بن
أبي ربيعة. و الغناء للغريض خفيف ثقيل بالوسطى في مجراها [عن إسحاق] [2]، و ذكر
الهشاميّ أنّه لابن سريح. و ذكر حبش أنّ فيه رملا بالبنصر لإبراهيم. و فيه لحن
لمعبد ذكره حمّاد بن إسحاق عن أبيه و لم يجنّسه.
أخبرني بخبر
عمر بن أبي ربيعة في هذا الشعر و قوله إيّاه الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا
الزّبير بن بكّار قال حدّثنا سليمان بن عيّاش السّعديّ قال [أخبرني السائب بن
ذكوان راوية كثيّر قال] [2]: قدم عمر بن أبي ربيعة المدينة، و أخبرني الحسين بن
يحيى عن حمّاد عن أبيه عن عثمان بن حفص قال: و أخبرني عليّ بن صالح عن أبي هفّان
عن إسحاق عن عثمان بن حفص و الزّبيريّ و المسيّبيّ، و أخبرني به أحمد بن عبد
العزيز [الجوهريّ] [2] قال حدّثنا عمر بن شبّة موقوفا عليه. و جمعت رواياتهم، و
أكثر اللّفظ للزّبير [بن بكّار] [2] و خبره أتمّ:
أن عمر بن أبي/
ربيعة قدم المدينة؛ فزعموا أنّه قدمها من أجل امرأة من أهلها، فأقام بها شهرا؛
فذلك قوله:
يا خليليّ قد مللت ثوائي
بالمصلّى و قد شنئت البقيعا
خرج هو و
الأحوص إلى مكة فمرّا بنصيب و كثير و تحاوروا
قال: ثمّ خرج
إلى مكة، فخرج معه الأحوص و اعتمرا.
/ قال الزّبير
في خبره عن سائب راوية كثيّر إنّه قال: لمّا مرّا بالرّوحاء [3] استتلياني [4]
فخرجت أتلوهما، حتى لحقتهما بالعرج [5] عند رواحهما. فخرجنا جميعا حتى وردنا ودّان
[6]، فحبسهما النّصيب و ذبح لهما و أكرمهما، و خرجنا و خرج معنا النّصيب. فلمّا
جئنا كليّة [7] عدلنا جميعا إلى منزل كثيّر، فقيل لنا: هبط قديدا [8]، فذكر لنا
أنّه في خيمة من خيامها. فقال لي ابن أبي ربيعة: اذهب فادعه لي. فقال النّصيب: هو
أحمق و أشدّ كبرا من أن يأتيك.
فقال لي عمر:
اذهب كما أقول [لك] [9] فادعه لي. فجئته، فهشّ لي و قال: «اذكر غائبا تره»، لقد
جئت و أنا أذكرك. فأبلغته رسالة عمر؛ فحدّد إليّ نظرة و قال: أ ما كان عندك من
المعرفة ما يردعك عن إتياني بمثل هذه الرسالة! قلت: بلى و اللّه! و لكنّي سترت
عليك فأبى اللّه إلّا أن يهتك سترك. فقال لي: إنّك و اللّه يا ابن ذكوان ما أنت من
شكليّ؛ فقل لابن أبي ربيعة: إن كنت قرشيّا فأنا قرشيّ. فقلت له: لا تترك هذا
التّلصّق و أنت تقرف [10] عنهم
[10] كذا في
ط، ف. و في سائر الأصول: «تفرق عنهم كما تفرق» تصحيف. يقول له: أنت لست بأصيل في
قريش و لا بمتمكن فيهم كالصمغة من الشجرة؛ فإن الصمغة إذا قرفت و قلعت لم يبق لها
أثر.