responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 305

كان لمعن بن أوس امرأة يقال لها ثور و كان لها محبّا، و كانت حضريّة نشأت بالشأم، و كانت في معن أعرابيّة و لوثة [1]، فكانت تضحك من عجرفيّته [2]. فسافر إلى الشأم في بعض أعوامه [3]، فضلّت الرّفقة عن الطّريق و عدلوا عن الماء، فطووا منزلهم و ساروا يومهم و ليلتهم، فسقط فرس معن في و جار ضبّ دخلت يده فيه، فلم يستطع الفرس أن يقوم من شدّة العطش حتى حمله أهل الرّفقة حملا فأنهضوه، و جعل معن يقوده و يقول:

/

لو شهدتني [4] و جوادي ثور

و الرّأس فيه ميل و مور [5]

لضحكت حتّى يميل الكور [6]

قدم على ابن الزبير بمكة فلم يحسن ضيافته، و أكرمه ابن عباس و ابن جعفر فمدحهما و ذم ابن الزبير

أخبرني عمّي قال حدّثنا محمد بن سعد الكراني قال حدّثنا العمريّ عن العتبيّ قال:

قدم معن بن أوس مكة على ابن الزّبير فأنزله دار الضّيفان، و كان ينزلها الغرباء و أبناء/ السبيل و الضّيفان، فأقام يومه لم يطعم شيئا؛ حتّى إذا كان الليل جاءهم ابن الزّبير بتيس هرم هزيل فقال: كلوا من هذا، و هم نيّف و سبعون رجلا؛ فغضب معن و خرج من عنده، فأتى عبيد اللّه بن العبّاس، فقراه و حمله و كساه، ثم أتى عبد اللّه بن جعفر و حدّثه حديثه، فأعطاه حتى أرضاه، و أقام عنده ثلاثا ثم رحل [7]. فقال يهجو ابن الزّبير و يمدح ابن جعفر و ابن عبّاس رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين [8]:

ظللنا بمستنّ [9] الرّياح غديّة

إلى أن تعالى اليوم في شرّ محضر

لدى ابن الزّبير حابسين [10] بمنزل‌

من الخير و المعروف و الرّفد مقفر

رمانا أبو [11] بكر و قد طال يومنا

بتيس من الشّاء الحجازيّ أعفر [12]

و قال اطعموا منه و نحن ثلاثة

و سبعون إنسانا فيا لؤم مخبر

/ فقلت [13] له لا تقرنا [14] فأمامنا

جفان ابن عبّاس العلا و ابن جعفر


[1] اللوثة (بالضم هنا: الحمق.

[2] العجرفية و العجرفة هنا: الجفوة في الكلام و الخرق في العمل.

[3] في ف: «في بعض أيامه».

[4] في ف: «لو أبصرتني».

[5] المور هنا: الاضطراب و التحرّك.

[6] الكور هنا: الدور من العمامة يريد الدور مما تلف به رأسها.

[7] كذا في ط، م. و في سائر الأصول: «حتى رحل».

[8] هذه الجملة الدعائية ساقطة من أكثر الأصول الخطية.

[9] مستن الرياح: مضطربها حيث تهب و تجري.

[10] خابسين أي ذوي حبس؛ فالوصف على النسبة؛ و المراد أنهم محبوسون. و نحوه قول الحصين بن الحمام:

مواليكم مولى الولادة منهم‌

و مولى اليمين حابس قد تقسّما

راجع «شرح الحماسة» للتبريزي (صفحة 187 طبعة أوربا).

[11] أبو بكر: كنية عبد اللّه بن الزبير.

[12] أعفر: أغبر، لونه لون العفر و هو التراب.

[13] كذا في ط، م، ح، ف. و في سائر الأصول: «فقلنا».

[14] كذا في ف. و في سائر الأصول: «لا تقربن» و هي مصحفة عن «لا تقرين».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست