responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 269

أجمل أهل زمانها، فخطبها يزيد و عامر. فقالت أمّ كلاب امرأة أميّة بن الأسكر: من هذان الرجلان؟ فقال: هذا يزيد ابن عبد المدان بن الديّان، و هذا عامر بن الطّفيل. فقالت: أعرف بني الديّان و لا أعرف عامرا. فقال: هل سمعت بملاعب الأسنّة [1]؟ فقالت نعم. قال: فهذا ابن أخيه. و أقبل يزيد فقال: يا أمية، أنا ابن الديّان [2] صاحب الكثيب [3]،/ و رئيس مذحج، و مكلّم العقاب، و من كان يصوّب أصابعه فتنظف [4] دما، و يدلك راحتيه فتخرجان ذهبا. فقال أميّة: بخ بخ. [فقال عامر: جدّي الأخرم، و عمّي ملاعب الأسنّة، و أبي فارس قرزل. فقال أمية: بخ بخ!] [5] مرعى و لا كالسّعدان [6]. فأرسلها مثلا. فقال يزيد: يا عامر. هل تعلم شاعرا من قومي رحل [7] بمدحة إلى رجل من قومك؟ قال: اللّهم لا. قال: فهل تعلم أن شعراء قومك يرحلون بمدائحهم إلى قومي؟ قال: اللّهم نعم. قال: فهل لكم نجم يمان أو برد يمان أو سيف يمان أو ركن يمان؟ قال لا. قال: فهل ملكناكم و لم تملكونا؟ قال نعم. فنهض يزيد و أنشأ يقول:

أميّ يا ابن الأسكر بن مدلج‌

لا تجعلن هوازنا كمذحج‌

إنّك إن تلهج بأمر تلجج‌

ما النبع في مغرسه كالعوسج [8]

و لا الصّريح [9] المحض كالممزّج‌

قال: فقال مرّة بن دودان النّفيليّ [10] و كان عدوّا لعامر:

يا ليت شعري عنك يا يزيد

ما ذا الّذي من عامر تريد

/ لكلّ قوم فخركم عتيد

أ مطلقون [11] نحن أم عبيد

لا بل عبيد زادنا الهبيد [12]

قال: فزوّج أمية يزيد بن عبد المدان ابنته. فقال يزيد في ذلك:

يا للرجال لطارق الأحزان‌

و لعامر بن طفيل الوسنان‌


[1] هو أبو البراء عامر بن مالك؛ سمي بملاعب الأسنة لقول أوس بن حجر فيه:

فلاعب أطراف الأسنة عامر

فراح له حظ الكتيبة أجمع‌

[2] في بعض الأصول: «إن ابن الديان» تحريف.

[3] كذا في ط، ج، م، و الكثيب هنا: موضع بساحل بحر اليمن. و في سائر الأصول: «صاحب الكتيبة» تحريف.

[4] تنظف: تقطر.

[5] التكملة عن ط، م. و قرزل: فرس لطفيل بن مالك أبي عامر بن الطفيل.

[6] السعدان: نبت، و منابته السهول. و هو من أنجع المراعي في المال و لا تحسن على نبت حسنها عليه. و هو أخثر العشب لبنا. و إذا خثر لبن الراعية كان أفضل ما يكون و أطيب و أدسم. و هذا المثل يضرب للشي‌ء يفضل على أقرانه و أشكاله. و قد ذكرته الخنساء بنت عمرو بن الشريد في بعض كلامها فقيل إنها أوّل من قاله، و قيل: هو لامرأة من طي‌ء. (عن مجمع الأمثال بتصرف).

[7] في ب، س: «سار».

[8] النبع: ضرب من الشجر تتخذ منه القسى و من أغصانه السهام، ينبت في قلل الجبال. و العوسج: ضرب من الشوك.

[9] الصريح: الخالص من كل شي‌ء.

[10] كذا في ط، م. و في ج، أ: «النقلي» و في ب، س: «السلمي» و لم نهتد إلى الصواب فيه.

[11] كذا في ط، م. و في سائر الأصول: «أ مطمعون» و هو تحريف.

[12] الهبيد: حب الحنظل.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست